أعلن وزير التربية المغربي، شكيب بن موسى، أن بلاده ابتداء من الموسم الدراسي المقبل ستعمم تدريس اللغة الأمازيغية بشكل تدريجي لتلامذة المرحلة الابتدائية، وذلك بعد أن أقرت المملكة في العام 2003 قانون كتابة الأمازيغية بحرف "تيفيناغ"- وهي الأبجدية الأمازيغية- بعد جدل محتدم حول كتابتها بالحرف العربي أو اللاتيني، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال الوزير المغربي بن موسى إن المملكة تسعى إلى تعميم تدريس اللغة الأمازيغية لتلاميذ الابتدائي، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، وبشكل تدريجي، مشيراً إلى أن الإجراء سيشمل "نحو أربعة ملايين تلميذ تقريباً في العام 2030″، ابتداء من الدخول المدرسي المقبل.
وفيما يتعلق بالموارد البشرية المخصصة لذلك، أوضح بن موسى أن الوزارة ستعمل على رفع عدد المعلمين المختصين في تعليم اللغة الأمازيغية، مبرزاً أن عدد المعلمين المختصين كان في السابق لا يتعدى 200 مختص في السنة، وفي خارطة الطريق الحالية تعتزم رفع هذا العدد إلى 400 معلم مختص كل سنة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام مغربية.
اللغة الأمازيغية في المغرب
وكان المغرب تبنى في العام 2019 قانوناً ينظم استعمال اللغة الأمازيغية في الوثائق الإدارية وتعميم تدريسها تدريجياً، لكن وتيرة تطبيق هذا التعميم تثير انتقادات الجمعيات الأمازيغية. فلا يتعدى عدد التلاميذ الذين يدرسون هذه اللغة حالياً نحو 330 ألفاً.
ولم يتأتَّ الاعتراف بالأمازيغية في المغرب لغة رسمية إلا سنة 2011، بمناسبة تعديل الدستور، في سياق احتجاجات "حركة 20 فبراير".
في العام 2003، أقر قانون كتابة الأمازيغية بحرف تيفيناغ، الذي يتصدر واجهات مؤسسات رسمية، بعد جدل محتدم حول كتابتها بالحرف العربي أو اللاتيني.
وفي سياق متصل، قرر الملك المغربي محمد السادس، في وقت سابق، إعلان يوم رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، وفق ما أفاد بيان رسمي، وهو مطلب رفعه المدافعون عن الثقافة الأمازيغية في المغرب منذ عدة سنوات.
وقال الديوان الملكي، في بيان، إن العاهل المغربي "تفضل (…) بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية، ورأس السنة الميلادية".
وجرت العادة خلال الأعوام الأخيرة أن تقام احتفالات شعبية وأخرى في أماكن عامة برأس السنة الأمازيغية في المغرب، في 13 يناير/كانون الثاني، لكن من دون أن يكون عيداً رسمياً.
وشكل ترسيمه أحد مطالب الحركة الأمازيغية في المغرب، كما في الجارة الجزائر، التي قررت الاحتفال به في 2018.
وناضلت الحركة الأمازيغية في المغرب سلمياً في النصف الثاني من القرن الماضي، لإقناع الدولة والطبقة السياسية عموماً بالاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية، لكن هذا المطلب لم يكن محل إجماع حينها، وكانت ترفضه السلطة، وأيضاً بعض المثقفين والسياسيين العروبيين.