تسعى الحكومة البريطانية إلى الاتفاق مع تركيا وبلغاريا للتعاون في معالجة أزمة الهجرة إلى المملكة عبر القوارب الصغيرة، بحسب ما كشفت صحيفة The Times البريطانية الخميس 1 يونيو/حزيران 2023.
يأتي ذلك في وقت يبذل فيه رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، جهده لحثِّ القادة الأوروبيين على جعل قضية الهجرة غير الشرعية في صدارة اهتمامات القارة.
بالإضافة إلى ذلك، كلفت الحكومة البريطانية "الوكالةَ الوطنية لمكافحة الجريمة" بمهمة "بناء روابط أوثق" مع السلطات التركية لاستهداف عصابات التهريب، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن الطرفين بصدد التوصل إلى اتفاق تعاون رسمي في وقت قريب.
شراكة مع بلغاريا
من جهة أخرى، سيعلن سوناك عن شراكة جديدة مع بلغاريا لتعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية بين الوكالة البريطانية لمكافحة الجريمة، والشرطة البلغارية بشأن مجموعات الجريمة المنظمة التي تهرِّب معدات القوارب والأشخاص عبر الحدود.
تأتي تلك الجهود بعد أن صارت بلغاريا محطة رئيسية على سبل الدخول إلى الاتحاد الأوروبي لكل من العصابات التي تجلب القوارب والمحركات من تركيا، والمهاجرين، لا سيما بعد أن شنت السلطات اليونانية والأوروبية حملة مكثفة على طرق الهجرة عبر معابر بحر إيجة إلى اليونان.
وقالت الحكومة البريطانية إن الاتفاقية الجديدة ستساعد بلغاريا في "تفكيك أواصر الشبكة" التي تعتمد عليها عصابات التهريب.
كانت شرطة الحدود البلغارية منعت 11 ألف حالة دخول غير شرعية عبر حدودها مع تركيا منذ يناير/كانون الثاني، بزيادةٍ بلغت 40% عن نظيرتها في العام الماضي.
خطر "غير مسبوق"
من جانبه، قال سوناك مساء الأربعاء 31 مايو/أيار، إن الهجرة غير الشرعية خطر "غير مسبوق" على حدود أوروبا.
ولذلك فإنه سيحاول التنبيه إلى أهمية الموضوع وتقديمه إلى صدارة المناقشات خلال القمة الثانية للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدوفا، وإن كانت القضية الأولى للاجتماع هي مساعي أوروبا لزيادة دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
وزعم سوناك أن "أوروبا تواجه تهديدات غير مسبوقة على حدودها، على رأسها استخفاف [الرئيس الروسي] فلاديمير بوتين الشديد بسيادة الدول الأخرى، وارتفاع معدل جرائم الهجرة المنظمة. ولا يمكن معالجة هذه المشكلات إلا إذا تعاونت الحكومات والمؤسسات الأوروبية تعاوناً وثيقاً".
تترقب "مليون لاجئ"
في سياق متصل، تزعم وزارة الداخلية البريطانية أن أكثر من مليون لاجئ سوري وأفغاني ينوون مغادرة تركيا بسبب الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد في فبراير/شباط الماضي، بعد استئناف عمليات الترحيل التي تجريها الحكومة التركية للاجئين غير الشرعيين إلى أفغانستان، ومن ثم يُتوقع أن يحاول معظم هؤلاء اللاجئين الهجرة إلى أوروبا الغربية، وبريطانيا.
وتستند البيانات المزعومة للحكومة البريطانية بشأن تفكير أكثر من مليون لاجئ في مغادرة تركيا إلى تقارير دولية ومحلية وردت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد وشمال سوريا في فبراير/شباط، وأدى إلى مقتل 50 ألف شخص وتشريد ما يزيد على مليوني شخص.
حيث ذهبت التقارير إلى أن معظم اللاجئين السوريين المتضررين من الزلزال قد تلقوا مساعدات أقل بكثير من غيرهم لنقص الدعم المقدَّم من حكومة النظام السوري.
وقال مصدر في وزارة الداخلية البريطانية إنهم يتوقعون كذلك أن يفر "مئات الآلاف" من الأفغان من تركيا مع تكثيف الدولة جهودها لإعادتهم إلى أفغانستان.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية: "الهجرة مدفوعة بعدة عوامل، وسنواصل العمل مع الشركاء الدوليين للتغلب عليها. لدينا شراكة وثيقة مع تركيا في العمل على حل المشكلة المشتركة للهجرة غير الشرعية".