قالت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، الجمعة 2 يونيو/حزيران 2023، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حسم أمر توزيع الحقائب الوزارية السيادية، ومن أبرزها وزارتا الخارجية والمالية، فيما لم يحسم بعد أمر وزارة الداخلية.
وأفادت المصادر بأن رئيس الاستخبارات، هاكان فيدان، سيتولى منصب وزارة الخارجية في الحكومة الجديدة، فيما سيقود الاقتصادي محمد شيمشك منصب وزير الخزانة والمالية التركي، بينما سيتولى المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن منصب رئيس الاستخبارات التركية.
وقالت المصادر لـ"عربي بوست" إن منصب وزير الداخلية لم يتم حسمه حتى لحظة نشر التقرير، وإن هناك بعض الأسماء المقترحة التي يتم تداولها بشأن هذا المنصب المهم في الدولة.
وقال مسؤولون إن أردوغان من المقرر أن يعلن حكومته الجديدة بحلول الجمعة أو السبت، مضيفين أنه من شبه المؤكد أن تشمل المتحدث باسمه إبراهيم كالين ورئيس المخابرات هاكان فيدان.
الأعين تتجه لمنصب وزير الخزانة والمالية
وتتجه الأنظار منذ أيام إلى الشخصية التي ستشغل منصب وزير الخزانة والمالية التركي، وذلك لأن ملف الاقتصاد هو من أكبر التحديات أمام الرئيس أردوغان خلال ولايته الجديدة بعد فوزه بالانتخابات.
ويعد شمشيك واحداً من أبرز الشخصيات الاقتصادية في حزب العدالة الحاكم، وحاصل على لقب أفضل وزير مالية باقتصادات أوروبا الناشئة، كما شغل منصب نائب رئيس وزراء جمهورية تركيا من 2015 إلى 2018؛ حيث كان مسؤولاً عن إدارة سياسات الاقتصاد الكلي.
كما شغل شيمشك قبل ذلك منصب وزير المالية خلال الفترة من (2009-2015)، وهو أحد أطول وزراء المالية خدمة في تركيا، كما كان ووزيراً للاقتصاد بين عامي (2007-2009).
وكان محمد شيمشك قد التقى، في وقت سابق مع أردوغان؛ وكان هناك تباين في وجهات النظر بين الطرفين فيما يتعلق بإدارة الاقتصاد في المرحلة المقبلة، وأوضح مصدر مطلع على المسألة لموقع "ميدل إيست آي"، أن الرئيس أردوغان "يُصر بشدة على الاحتفاظ بأسعار الفائدة المنخفضة، بينما يحاول شيمشك إقناع الرئيس بضرورة القيام بزيادة تدريجية بأسعار الفائدة، كما أنه يطالب بإطلاق يده في إدارة السياسة النقدية لمدة 18 شهراً على الأقل، ويريد من أردوغان تعيين وزراء جدد من ذوي الفكر شديد التوافق معه".
وكانت صحيفة Sabah التركية قد ذكرت في وقت سابق أن أردوغان يخطط لإعادة الحرس القديم من أجل إدارة الاقتصاد التركي؛ إذ قال أحد أكبر المعلقين السياسيين في الصحيفة إن الوزيرين السابقين جودت يلماز ولطفي إيلفان سيشاركان في الإدارة المالية الجديدة، تحت قيادة وزير المالية السابق محمد شيمشك (56 عاماً).
هاكان فيدان إلى أضواء المسرح السياسي
وبحسب المعلومات التي وردت عربي بوست، فإن رجل الاستخبارات التركي هكان فدان سيتقل للعمل في السلك الدبلوماسي الدولي، وذلك بعد أكثر من 10 سنين قاد فيها جهاز الاستخبارات العامة التركية، بعيداً عن الأضواء، حقق فيها إنجازات لا تكاد تجد من ينكرها في تركيا.
لعل من أبرز ما سُجل في رصيد فيدان نجاحه في النقلة النوعية لجهاز الاستخبارات التركي، ومساهمته في إفشال مخططات ضد الرئيس التركي، كان أهمها محاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز 2016، وكذلك تركيزه على قطع أنشطة الموساد في تركيا.
وُلد هاكان فيدان عام 1968 بالعاصمة التركية أنقرة، وتخرج عام 1986 في الأكاديمية الحربية البرية، قبل أن يحصل على شهادة بكالوريوس أخرى من جامعة ميرلاند في العلوم السياسية والإدارة بأمريكا، تبعها درجتا الماجستير والدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة بيلكنت التركية.
انضم فيدان خلال الأعوام 1986-2001، إلى "وحدة التدخل السريع" التابعة لحلف شمال الأطلسي، كما تنقل بعدها بين عدد من الوظائف الحكومية، حيث عُين رقيباً في القوات المسلحة التركية، ثم شغل منصب مستشار اقتصادي وسياسي بسفارة تركيا في أستراليا، وتولى منصب المستشار بوزارة الخارجية في الفترة التي تولاها أحمد داود أوغلو.
ترأس فيدان عام 2003 وكالة التنمية والتنسيق التركية، وفي عام 2007 عُين نائباً لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وفي السنة نفسها اختير عضواً بالمجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب ما وثقه الموقع الرسمي لجهاز الاستخبارات التركية.
المفكر السياسي مديراً للاستخبارات
أثار تولي المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قيادة جهاز الاستخبارات التركي خلفاً لهاكان فيدان الذي اختاره الرئيس رجب طيب أردوغان لحقيبة الخارجية في حكومته الجديدة بعد الانتخابات، تساؤلات حول خلفية هذه الشخصية السياسية وقدرتها على إدارة هذا الملف الاستراتيجي والصعب في تركيا.
وتعود أهمية هذا المنصب، لأن جهاز الاستخبارات التركي تربع في صدر قائمة أجهزة المخابرات الأقوى في العالم، بعد تحولات جذرية أدخلها رئيسه السابق هاكان فيدان، على مدار أكثر من 10 سنين.
ووُلد إبراهيم قالن في مدينة إسطنبول، يوم 15 سبتمبر/أيلول 1971، لعائلة أصولها من محافظة أرضروم شمال شرقي تركيا. متزوج ولديه 3 أولاد. ويُعتبر أحد أهم مستشاري الرئيس أردوغان، ويوجد بقربه في معظم المناسبات والزيارات، وقد قاد ملف الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.