بدأت روسيا، الأربعاء 31 مايو/أيار 2023، إجلاء أطفال من مناطق واقعة على الحدود مع أوكرانيا التي تتعرّض لقصف كثيف منذ أيام، واعتبر الكرملين أن الوضع هناك "مقلق"، فيما يُعتبر مؤشراً على عدم قدرة روسيا على وقف الهجمات على أراضيها، التي تمثل نقطة تحول لافتة في الحرب التي تشنها على أوكرانيا.
فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم مدينة بيلغورود الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، أعلن الأربعاء 31 مايو/أيار 2023، عن بدء إجلاء أطفال من منطقتين تعرضتا لقصف كثيف بالمدفعية وقذائف الهاون.
غلادكوف قال: "اليوم ستُرسل أول مجموعة من 300 طفل إلى فورونيج"، وهي مدينة تقع على مسافة نحو 250 كيلومتراً شمال شرقي بيلغورود، بعيداً عن الحدود الأوكرانية.
أضاف غلادكوف أن "شخصاً قُتل مساء الثلاثاء، وأصيب أربعة آخرون في ضربات كثيفة أخرى ليل الثلاثاء الأربعاء".
من جانبه، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء: "نحن قلقون بشأن هذا الوضع. قصف أهداف مدنية مستمر" في بيلغورود، وأضاف: "لم نسمع كلمة إدانة واحدة من الغرب (…) الوضع مقلق حقاً. يجري حالياً اتخاذ تدابير"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
بدوره، أفاد مراسل لوكالة "ريا نوفوستي" الحكومية قرب فورونيج، بأن حافلات وصلت وفيها نحو 150 شخصاً، وأوضح أن القرار اتُّخذ بسبب الوضع "المتدهور" في المنطقة، التي استهدفت بنحو 260 قذيفة هاون ونيران مدفعية، أمس الثلاثاء وحده.
وتزايدت الهجمات على الأراضي الروسية منذ أسابيع، وقد بلغت ذروتها بهجوم غير مسبوق بمسيّرات على موسكو، يوم الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023.
في الأسبوع الماضي أيضاً، شهدت منطقة بيلغورود عملية توغل كبيرة مع نشر عشرات المسلحين القادمين من أوكرانيا الذعر لمدة يومين قبل أن تصدهم القوات والمدفعية الروسيتان، ومذاك، تتعرض مناطق حدودية في منطقة بيلغورود للقصف بشكل يومي
يتزامن تصعيد الهجمات على الأراضي الروسية، مع تصعيد في القصف الروسي على المدن الأوكرانية، إذ شنت القوات الروسية سلسلة من الضربات المكثفة هذا الأسبوع على العاصمة كييف بالصواريخ والمسيّرات المفخخة.
من جانب آخر، أكّدت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن روسيا دمّرت هذا الأسبوع آخر سفينة حربية أوكرانية لا تزال في الخدمة.
أضافت الوزارة في بيان، أنه "في 29 (مايو/أيار)، ونتيجة لضربات أسلحة عالية الدقة شنّتها القوات الجوية الفضائية الروسية على منطقة رسو سفن عسكرية في ميناء أوديسا، دُمّرت آخر سفينة حربية تابعة للبحرية الأوكرانية يوري أوليفيرينكو".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا وتشترط موسكو لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.