أعلنت حركة "النهضة" التونسية، الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023، عن "تدهور حاد" في صحة القيادي بالحركة الموقوف لدى سلطات البلاد، الصحبي عتيق، بعد 18 يوماً من إضرابه عن الطعام، داعيةً لإطلاق سراحه وكل المعارضين السياسيين.
الحركة قالت في بيان إن "الحالة الصحية للنائب الصحبي عتيق شهدت تدهوراً حاداً جراء الإضراب الوحشي عن الطعام الذي يخوضه منذ 18 يوماً"، وأضافت أن "التدهور حتَّم نقله إلى المستشفى ليلة الإثنين".
وتابعت أن عتيق يخوض إضراب الجوع "احتجاجاً على إيداعه السجن ظلماً في قضية ملفقة وغريبة الأطوار، شابتها عدة تجاوزات قانونية"، كما دعت "النهضة" في بيانها إلى "إطلاق سراح عتيق وكل المعارضين السياسيّين، والكفّ عن سياسة التنكيل والتشفّي".
وفي وقت سابق أعلنت زينب مرايحي، زوجة عتيق، أن الوضع الصحي لزوجها في "تدهور مستمر بسبب تنفيذه إضراباً عن الطعام منذ اعتقاله".
وكتبت مرايحي عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن زوجها يُتابع في "قضية كيدية ومبنية على شهادة زور وكذب، كان هناك هدف واحد منها، وهو تشويه زوجي وسجنه"، على حد تعبيرها.
في حين لم يصدر أي تعليق من السلطات بشأن بيان "النهضة" وتصريحات مرايحي، لكن رئيس البلاد قيس سعيّد يؤكد عادةً على استقلال السلطات القضائية، وحماية حقوق الموقوفين والسجناء.
حملة اعتقالات في تونس
ومنذ 11 فبراير/شباط الماضي، شهدت تونس حملة توقيفات شملت سياسيين وإعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال.
وأوقف سعيد، منذ بداية فبراير/شباط 2023، ما لا يقل عن 10 شخصيات بارزة، أغلبيتهم من المعارضين المنتمين إلى حركة النهضة التونسية وحلفائها، واعتبر سعيد الموقوفين "إرهابيين"، واتهمهم "بالتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي". في حين رأت منظمة العفو الدولية غير الحكومية أن حملة الاعتقالات "لها اعتبارات سياسية"، وهي "محاولة متعمّدة للتضييق على المعارضة، ولا سيما الانتقادات الموجهة للرئيس".
كما قامت السلطات التونسية في وقت سابق بـ"اعتقال راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة التونسي"، والذي دعم وصول قيس سعيد للرئاسة، ويُعد من الشخصيات الرئيسية في تاريخ البلاد الحديث، منذ أن كان معارضاً ضد الأنظمة المختلفة، وصولاً لدوره في العملية السياسية بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي.
وقالت المحامية، منية بوعلي، إن قاضي تحقيق تونسياً أمر بسجن زعيم حزب النهضة المعارض راشد الغنوشي، للاشتباه في تآمره على أمن الدولة الداخلي، بعد ساعات من التحقيق معه، فيما صدرت مذكرة إيداع بالسجن في حق راشد الغنوشي.
وخلال الأشهر القليلة الماضية مَثُل الغنوشي أمام المحكمة على خلفية مزاعم بأن حزب النهضة ساعد الجهاديين على السفر للقتال في سوريا. وتم التحقيق معه أيضاً بتهم غسل الأموال فيما يتعلق بحصول منظمات وجمعيات خيرية مرتبطة بالحزب على تمويل أجنبي.