أنكر يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر للمرتزقة، الادعاءات التي تقول إنه يخطط لانقلاب عسكري ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك وفقاً لأحد التقارير، وفق ما نقل موقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023.
وجادل بريغوجين، الذي يُعرف أيضاً باسم "طباخ بوتين"، بأن جيشه من مقاتلي فاغنر ليس كبيراً بما يكفي كي يبدأ تمرداً، حسبما ورد في تقرير لمعهد دراسة الحرب (ISW) في العاصمة واشنطنÇ
وأضاف تقرير معهد دراسة الحرب أن بريغوجين ألمح بدلاً من ذلك إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد ينظم انقلاباً، لأن لديه صلاحيات للوصول إلى القوات الخاصة الروسية.
بحسب التقرير، قال بريغوجين عبر تطبيق تليغرام إن فاغنر ببساطة تريد الإصلاحات في روسيا.
تأتي تعليقات بريغوجين بعد اتهامات وجهها إيغور جيركين، القائد السابق للمسلحين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، إلى مؤسس فاغنر بأنه يثير الاضطرابات، وذلك في فيديو نُشر السبت 27 مايو/أيار.
حيث قال جيركين إن الإهانات التي وجهها بريغوجين إلى كبار المسؤولين الروس في مقاطع فيديو تمتلئ بالبذاءات، تؤشر إلى أنه يخطط للاستيلاء على السلطة.
تنافس على المناصب
كانت وكالة Reuters قد أفادت بأنه في حين أن كبار المسؤولين الروس وحلفاء الكرملين يتنافسون على المناصب في خضم التداعيات الفوضوية للحرب، أصدر جيركين سلسلة من التحذيرات حول الحالة الخطيرة للمجتمع الروسي، وأسس مؤخراً حزباً مؤيداً للحرب، وهو حزب نادي الوطنيين الغاضبين، الذي يستهدف تعزيز سلطة بوتين.
وتشير تقديرات مسؤولي الولايات المتحدة إلى أن مجموعة فاغنر لديها حوالي 50 ألف جندي يقاتلون في أوكرانيا.
بحسب المسؤولين الأمريكيين، تعرض أكثر من 30 ألفاً من مقاتلي فاغنر، الذين يشار إليهم بأنهم الجيش الخاص الفعلي لبوتين، إما للقتل أو الجروح منذ بداية غزو أوكرانيا، وفق "بيزنس إنسايدر".
ووجه بريغوجين في الماضي اتهامات إلى القادة العسكريين الروس، بما فيهم شويغو، بسبب فشلهم في دعم قواته. وفُسرت بعضٌ من تصريحاته على أنها انتقاد مباشر لبوتين نفسه، مما أثار تساؤلات تشكك في ولائه.
في السياق، كتب مارك جاليوتي، خبير الشؤون الأمنية الروسية والأستاذ الفخري لدى مدرسة الدراسات السلافية والأوروبية الشرقية بكلية لندن الجامعية، مقالة في مجلة The Spectator البريطانية، قال فيها إن بوتين طالما شجع على التنافس الشرس بين مساعديه.
وقال جاليوتي: "ثقافة الشك المتبادل والتنافس الشرس للغاية والمصلحة الشخصية الانتهازية، هي ما أبقت بوتين في السلطة على مدى أكثر من عقدين". لكنه حذر من أن هذه الطريقة خطيرة في أوقات الحرب، عندما تكون هناك "حاجة إلى الوحدة والانضباط والدعم المتبادل".
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت روسيا تحقيقها الانتصار في معركتها في مدينة باخموت الأوكرانية، وقال بريغوجين إن قواته ستنسحب من المدينة في 1 يونيو/حزيران.