ظهر رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، الثلاثاء، 30 مايو/أيار 2023، محاطاً بعدد كبير من الحراس أثناء دخوله إلى محكمة الإرهاب، حيث تحاكمه سلطات البلاد في قضايا عدة، ينفي صحة اتهامه بها.
مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، أظهرت خان وبجانبه حرّاس يحملون، على ما يبدو، دروعاً واقية من الرصاص، كما ظهر خان وهو يضع ما يشبه الصندوق على رأسه من أجل الحماية، وذلك أثناء دخوله للمحكمة.
عمران خان أثناء مثوله أمام محكمة مكافحة الإرهاب
ما يضعه على رأسه هو للحماية pic.twitter.com/aPIlU7sw3a
— حذيفة فريد Huzaifah Farid (@PM_Huzaifah) May 30, 2023
كان خان، البالغ من العمر 70 عاماً، قد أُوقف في 9 مايو/أيار 2023 في إسلام أباد بعدما اتهمته السلطات في قضية فساد، ثم أُطلق سراحه بكفالة بعد 3 أيام، وأدى توقيفه إلى صدامات عنيفة بين أنصاره والشرطة خلّفت 9 قتلى على الأقل.
رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف، انتقد المحكمة العليا علناً بعد قرارها إبطال اعتقال خان، واصفاً ذلك بأنه "جنازة للعدالة"، بحسب تعبيره.
Imran Khan reached ATC Lahore today.#سعدکاساتھ_نبھاؤپاکستان_بچاؤ#ImranRiazKhan #imrankhanPTI pic.twitter.com/z1Rzbe3BO3
— Shahzeb Vance (@ShahzebVance) May 30, 2023
وقبيل جلسة محاكمة خان اليوم الثلاثاء، كان رئيس الوزراء السابق قد دعا يوم الجمعة الماضي إلى إجراء محادثات على الفور مع مسؤولي الدولة، وذلك مع تزايد الضغط عليه، وسط حملة أمنية على كبار مساعديه وأنصاره أدت لاعتقال الآلاف منهم واستقالة عدد كبير من حزبه.
يخوض خان صراعاً مع الجيش منذ إقالته من السلطة العام الماضي في تصويت برلماني، يقول إنه تم تنظيمه من قبل كبار الجنرالات في البلاد، فيما ينفي الجيش ذلك.
كان الجيش ساند في بادئ الأمر وصول خان الى السلطة في 2018 قبل أن يسحب دعمه له، ويأمل خان في العودة إلى السلطة ويضغط عبثاً على الحكومة من أجل تنظيم انتخابات مبكرة قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023، في بلد غارق في أزمة اقتصادية وسياسية عميقة.
يقول خان إن القضايا المرفوعة ضده هي جزء من حملة تقوم بها الحكومة والجيش لمنعه من العودة الى السلطة.
چیئرمین تحریکِ انصاف عمران خان آج اِنسدادِ دہشتگردی عدالت میں pic.twitter.com/LFbdwH7ovX
— PTI Islamabad (@PTIOfficialISB) May 30, 2023
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية إنه يتم استخدام "أحكام فضفاضة وغامضة للغاية لمكافحة الإرهاب"، و"تخيم ظلال من الخوف على مؤيدي خان في أعقاب الاعتقالات التعسفية التي طالت عدداً من قادة المعارضة".
يأتي هذا التفاقم بالاضطراب السياسي في باكستان، في وقت تواجه فيه باكستان أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ عقود، إذ ارتفع التضخم إلى مستويات قياسية في ظل ضعف النمو الاقتصادي، وتوجد مخاوف من أن البلاد قد تتخلف عن سداد الديون الخارجية، ما لم يفرج صندوق النقد الدولي عن حزم مساعدات تأخر تسليمها، بحسب وكالة رويترز.
يُذكر أنه منذ إقالته من السلطة، رُفعت ضد عمران خان أكثر من 100 قضية لأسباب مختلفة، بينها "الفساد، والإرهاب، والكسب غير المشروع".
اتهمت السلطات الحاكمة عمران خان وزوجته بشرى بيبي بتلقي مليارات الروبيات وقطعة أرض باهظة الثمن لبناء مؤسسة تعليمية مقابل الإفراج عن 190 مليون جنيه إسترليني (236 مليون دولار) لرجل أعمال في 2020.
بيد أن عمران خان وقادة حزبه "حركة تحريك الإنصاف" نفوا هذه الاتهامات، واعتبروا أن القضايا المرفوعة ضد رئيس الوزراء السابق "صورية".