يواجه المرشح الرئاسي السابق في تركيا وزعيم أكبر أحزاب المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، انتقادات بعد إخفاقه في اغتنام الفرصة لهزيمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات، وبات كليجدار أمام تساؤلات تتحدث عن قدرته على القيادة، فضلاً عن وجود تحدٍّ يتمثل في الحفاظ على تحالف المعارضة قبل الانتخابات البلدية العام المقبل.
وكالة رويترز نقلت عن بعض أعضاء الحزب ومحللين وناخبين قولهم إن كليجدار أوغلو، الذي خسر بالجولة الثانية من الانتخابات التي جرت يوم 28 مايو/أيار 2023 أمام أردوغان، يحتاج إلى إعادة التركيز فوراً من أجل الحفاظ على السيطرة على المدن التركية الكبرى في الانتخابات البلدية.
لكن بعد خسارته أمام أردوغان، الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى "ضعف موقفه بسبب أزمة غلاء المعيشة"، يشعر كثيرون من أعضاء المعارضة وأنصارها بالإحباط ويراجعون أنفسهم، ويفكرون في إجراء تغييرات في القيادة.
بوجرا أوزتوج (24 عاماً) الذي صوت لصالح كليجدار أوغلو في إسطنبول، قال: "لم تكن النتيجة مفاجئة لأن المعارضة لم تتغير منذ 20 عاماً في مواجهة نفس الحكومة (…) أشعر بالحزن والإحباط، لكنني لم أفقد الأمل".
يأتي هذا فيما سيُجري حزب "الشعب الجمهوري" الذي يقوده كليجدار أوغلو مناقشات داخلية هذا الأسبوع في أنقرة لإعادة تنظيم الصفوف، واجتمع تحالف المعارضة المؤلف من ستة أحزاب بعد ظهور نتائج الانتخابات يوم الأحد الماضي.
عاكف حمزة جيبي، النائب السابق لرئيس مجموعة برلمانية عن حزب "الشعب الجمهوري"، قال على تويتر إن حزبه وكليجدار أوغلو "فشِلا فشَلاً ذريعاً" بسبب اتباع استراتيجية عقيمة، وثمة حاجة إلى إعادة تقييم شامل، وأضاف على تويتر أيضاً "إذا لم تُتخذ الإجراءات اللازمة، سيكون المستقبل أسوأ مما هو عليه اليوم".
إصرار على التحدي
كان كليجدار أوغلو (74 عاماً) قد ظلّ لوقت طويل يسعى للحصول على فرصة اختياره ليكون الرجل الذي يواجه أردوغان (69 عاماً) في الانتخابات.
اختار تحالف المعارضة الذي ضم قوميين وإسلاميين وعلمانيين وليبراليين، كليجدار، مرشحاً في مارس/آذار 2023، لخوض انتخابات الرئاسة، رغم تحذير بعض الأعضاء في ذلك الوقت من أنه ليس الخيار الأقوى بناء على استطلاعات الرأي.
فاز كليجدار أوغلو خلال الحملة الانتخابية بتأييد حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، ما أدى إلى أن يتوقع معظم من تم استطلاع آرائهم فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات، التي جرت في 14 مايو/أيار 2023.
لم يحقق كليجدار الانتصار، وفي خطاب ألقاه مساء الأحد 28 مايو/أيار 2023، لم يبدِ أي علامة على الاستسلام، وأضاف أنه "سيواصل القيادة والنضال من أجل الديمقراطية".
من جانبه، يقول أتيلا يسيلادا، المحلل لدى "جلوبال سورس بارتنرز": "لا أعرف ما إن كان بإمكان حزب الشعب الجمهوري والحزب الصالح تحمل قيادتهما بعد الآن".
في حين قالت زينب علمدار، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة "أوكان"، إن "كليجدار أوغلو سعى لأن يكون قائداً متعاوناً، لكن حلفاءه لم يُسهموا كثيراً في نجاحه"، وأضافت "لا يبدو أن أياً منهم قد زاد من نصيبه في الأصوات، لم يحققوا ذلك لأنفسهم ولا لكيلجدار أوغلو".
تركيز على انتخابات البلدية
يقول محللون إن كليجدار أوغلو سيسعى الآن إلى إبقاء هذا التحالف غير العملي موحداً، بما في ذلك دعم "حزب الشعوب الديمقراطي"، حتى موعد انتخابات البلدية التي ستجري في مارس/آذار 2023.
في انتخابات البلدية الأخيرة في عام 2019، تعرّض حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان لصدمة، عندما فاز مرشحو "حزب الشعب الجمهوري" برئاسة بلديات في إسطنبول وأنقرة وأنطاليا وأضنة.
تُشير وكالة رويترز إلى أنه من المرجح أن يدور نقاش داخلي في حزب "الشعب الجمهوري"، قبل مؤتمر الحزب المقرر عقده هذا الصيف.
يقول إيمري أردوغان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيلجي بإسطنبول، إن خسارة المعارضة في الانتخابات جعلت من الصعب تشكيل تحالف "كبير"، لكن ذلك يظل ضرورياً للفوز في الانتخابات المحلية، في مارس/آذار 2024، وفق قوله.
أضاف أردوغان: "إذا لم تستطع المعارضة الاتحاد مرة أخرى لن تتكرر انتصارات عام 2019، وربما يخسر معسكر المعارضة إسطنبول بل وأنقرة".