تعرض لاجئون وطالبو اللجوء لإصابات خطيرة، بسبب سياج "خطير" من الأسلاك الشائكة التي ساعدت المملكة المتحدة في بنائه، بهدف منع طالبي اللجوء من دخول الأراضي الأوروبية، وأثار هذا السياج انتقاد السلطات البريطانية التي تُشدد من إجراءاتها حيال اللاجئين.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 27 مايو/أيار 2023، إن ما لا يقل عن 16 شخصاً أصيبوا بجروح خطيرة، ونقل بعضهم إلى المستشفى، حين حاولوا مؤخراً عبور أوروبا عن طريق حاجز بارتفاع 5.5 متر، والذي ساعد الجيش البريطاني في بنائه على حدود بولندا مع بيلاروسيا.
من جانبها طالبت منظمات إنسانية بفتح تحقيق في سبب مساهمة الحكومة البريطانية في "إجراءات غير إنسانية معادية للهجرة"، وطالبت الوزراء بإجابات عن "دور بريطانيا في الأذى والضرر الذي يلحق بأناس مستضعفين".
بدورها، أكدت وزارة الدفاع أنها أرسلت جنوداً من وحدة المهندسين الملكية إلى بولندا بين ديسمبر/كانون الأول عام 2021 وأغسطس/آب عام 2022 لـ "دعم البنية التحتية الحدودية" لتخفيف "ضغوط الهجرة غير النظامية"، من أجل منع اللاجئين من الوصول لأوروبا، وكان وزير الدفاع البولندي قد صرّح بأن الجنود البريطانيين سيعملون على إقامة سياج على الحدود البيلاروسية.
من جهتها، كشفت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية (MSF) أنها تعالج مجموعة من الإصابات الخطيرة تسبب بها هذا السياج.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه حتى 24 أبريل/نيسان 2023، عولج ما لا يقل عن 16 شخصاً من اللاجئين، معظمهم من سوريا وكردستان العراق وأفغانستان، من إصابات حادة والتواءات وجروح واشتباه في كسور.
بعض الإصابات كانت تتطلب علاجاً عاجلاً في المستشفى، ووفقاً لـ The Guardian فإن السياج الحدودي من الأسلاك الشائكة ممتد بطول قرابة 187 كم على طول حدود بيلاروسيا.
بدورهم، استنتج مسعفو منظمة أطباء بلا حدود أن هذا السياج الحدودي، الذي اكتمل في يونيو/حزيران 2023، "خطير" من حيث أنواع الإصابات، وقالت صوفي ماكان، مستشارة المناصرة في المنظمة، إن "الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود شاهدت الإصابات والمعاناة الناجمة عن المعاملة السيئة للاجئين وطالبي اللجوء وغيرهم من المهاجرين على حدود أوروبا".
أضافت ماكان أنه "من المقلق جداً أن حكومة المملكة المتحدة تدعم مباشرة هذه الإجراءات اللاإنسانية المناهضة للهجرة"، كما لفتت إلى أنه "بالنظر إلى أن الحكومة أرسلت جنوداً للمساعدة في بناء أسوار لمنع الهجرة غير النظامية، فعلى الوزراء أن يجيبوا عن أسئلة جادة تتعلق بدورهم في الأذى والضرر الذي يلحق بأشخاص ضعفاء يبحثون عن ملاذ".
وقال مصدر في وزارة الدفاع البريطانية في تصريح أوردته صحيفة The Guardian، إن المملكة المتحدة تدخلت بعد أن بدأت بيلاروسيا في إجبار المهاجرين على الاتجاه إلى بولندا، العضوة في حلف "الناتو"، في محاولة واضحة لتقويض أمن الاتحاد الأوروبي.
أضاف المصدر أن "سياسة بيلاروسيا المتعمدة في استخدام المهاجرين كسلاح أدت للأسف إلى إجبار كثيرين على عبور الأسوار الحدودية الآمنة. وحكومة المملكة المتحدة تدين هذا الاستغلال"، وفق قوله.
يُشار إلى أن بريطانيا شددت الكثير من إجراءاتها حيال اللاجئين وطالبي اللجوء، وكانت هنالك محاولات لترحيل لاجئين إلى بلادهم وقوبلت برفض واسع من قبل نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان.