شنت روسيا عدة موجات من الضربات الجوية على كييف خلال ليل السبت الأحد، 28 مايو/أيار 2023، فيما قال مسؤولون إنه أكبر هجوم على ما يبدو بطائرات مسيرة على المدينة منذ بداية الحرب، في وقت تستعد العاصمة الأوكرانية للاحتفال بذكرى تأسيسها.
إذ ذكرت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 52 طائرة مسيرة روسية من أصل 54، في هجوم بعدد قياسي من الطائرات المسيرة إيرانية الصنع، ولم يتضح بعد عدد الطائرات المسيرة التي استهدفت كييف.
إلى ذلك، قال فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، إن الحطام المتساقط للطائرات المسيرة تسبب في مقتل رجل (41 عاماً)، في أول هجوم على ما يبدو يُسقط قتلى في كييف، في شهر مايو/أيار، وهو الهجوم الرابع عشر منذ بداية الشهر.
جاءت الهجمات قبل فجر الأحد الأخير من شهر مايو/ أيار، الذي تحتفل فيه كييف بالذكرى السنوية لتأسيسها رسمياً قبل 1541 عاماً.
ويتميز اليوم عادة بإقامة معارض في الشوارع وحفلات موسيقية حية ومعارض خاصة في المتاحف. ووضعت العاصمة الأوكرانية خططاً للاحتفال هذا العام، لكن على نطاق أصغر من المعتاد.
في غضون ذلك، كتب آندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تليغرام "تاريخ أوكرانيا مصدر إزعاج قديم للروس القلقين".
كما قال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن المعلومات الأولية أشارت إلى أن الضربات الجوية تمثل أكبر هجوم بطائرات مسيرة على كييف، منذ بدء الغزو الروسي، في فبراير/شباط 2022، مضيفاً أن روسيا استخدمت طائرات "شاهد" المسيرة إيرانية الصنع في الهجوم.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من هذه المعلومات.
وأوضح بوبكو عبر تليغرام "اليوم قرر العدو "تهنئة" سكان كييف في ذكرى تأسيسها بمساعدة طائراته المسيرة القاتلة"، مشيراً إلى أن "الهجوم تم على عدة موجات، واستمرت الإنذارات الجوية أكثر من خمس ساعات".
في السياق، قال مسؤولون إن عدة مناطق في كييف، وهي أكبر مدينة أوكرانية ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة ملايين نسمة، تعرضت للهجمات الليلية، بما في ذلك حي بيشيرسكي التاريخي.
بينما أفاد شهود بأنه خلال دوي الإنذارات من الضربات الجوية، التي بدأت بعد منتصف الليل بقليل، وقف كثيرون في الشرفات، وصرخ بعضهم بعبارات مسيئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهتفوا "المجد للدفاع الجوي".
ومع ترقب هجوم مضاد أوكراني وشيك بعد 15 شهراً على بدء الحرب، كثفت موسكو الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة هذا الشهر، بعد هدوء دام قرابة شهرين، واستهدفت منشآت وإمدادات عسكرية. وتتكرر موجات الهجمات الآن عدة مرات في الأسبوع.
وفي منطقة هولوسيفسكي، جنوب غرب كييف، تسبب الحطام المتساقط في اشتعال النيران في مستودع من ثلاثة طوابق، ما أسفر عن تدمير نحو ألف متر مربع من هياكل المباني، حسبما قال كليتشكو.
واندلع حريق أيضاً بعد سقوط حطام طائرات مسيرة على مبنى غير سكني من سبعة طوابق في منطقة سولوميانسكي إلى الغرب من المدينة. وتمثل المنطقة محوراً لخطوط السكك الحديدية والنقل الجوي.
وفي بيشيرسكي، شب حريق على سطح مبنى من تسعة طوابق بسبب سقوط حطام لطائرة مسيرة، كما تضرر متجر في حي دارنيتسكي، حسبما قال مسؤولون في الإدارة العسكرية في كييف عبر تليغرام.