لقي شخصان حتفهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الجمعة 26 مايو/أيار 2023، خلال تظاهرة ضد تدمير مساجد، في إطار مشروع ضخم يجري العمل عليه حول العاصمة، واندلعت صدامات في محيط مسجد "أنوار"، شمال العاصمة، بعدما نزل مسلمون إلى الشارع بعد صلاة الجمعة.
الموقع الإلكتروني لشبكة "فانابيسي" قال إن "شخصين جرحا في اضطرابات في منطقة تعرف باسم غاس تيرا، توفيا بعد نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج"، وأضافت الشبكة نقلاً عن الشرطة أن أربعة متظاهرين و52 شرطياً جرحوا في الصدامات.
كذلك أكد شاهد في مسجد أنوار في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن المصلين أطلقوا شعارات معادية لمشروع مركز كبير يسمى "شيغر سيتي" وللحكومة.
أضاف الشاهد أنه "بعد صلاة الجمعة بدأ الناس يهتفون شعارات من أجل وقف تدمير مساجدنا"، موضحاً أن "قوات أمنية كبيرة وصلت، وعند بلوغها أبواب المسجد غضب الناس وقاموا برشقها بالحجارة والأحذية".
لفت الشاهد أيضاً إلى أن رجال الشرطة "أطلقوا بعد ذلك الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء".
من جانبه، دعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في أديس أبابا، إلى بدء ملاحقات بعدما اعتبره "رداً غير دستوري وغير إنساني" من جانب قوات الأمن ضد المسلمين "الذين يدافعون سلمياً عن حقوقهم".
إدانة لهدم المساجد
كانت السلطات الفيدرالية ومنطقة أوروميا، قد أطلقت العام الماضي مشروعاً مثيراً للجدل يسمى "شيغر سيتي"، ويقضي بدمج 6 بلدات تحيط بالعاصمة في قوس غربي واسع.
في هذا الإطار، تدمر السلطات منذ أشهر عدداً من المباني والمنازل والمساجد التي تعتبرها مبنية بشكل غير قانوني.
ويدين معارضو المشروع في إثيوبيا هذه العمليات التي يعتبرونها تمييزية، وتستند برأيهم إلى معايير عرقية (ضد السكان الذين لا ينتمون إلى إثنية الأورومو)، ودينية (استهداف مساجد).
تُعد إثيوبيا ذات أغلبية مسيحية، وخصوصاً أرثوذكسية، لكن المسلمين يشكلون أغلبية في ثلث البلاد تقريباً.
كانت عدة مدن في إثيوبيا قد شهدت، في أبريل/نيسان 2022، تظاهرات لآلاف المسلمين احتجاجاً على مقتل عشرات المسلمين وإحراق نسخ من المصحف الشريف وممتلكات لهم، في هجوم بمدينة غوندار في ولاية أمهرة الشمالية.
يسعى المسلمون في إثيوبيا إلى تغيير مفهوم الدولة المسيحية إلى مجتمع يتسع للجميع على اختلافاتهم الدينية والعرقية، لا سيما أن الإسلام وصل إلى أرض الحبشة قبل أن يصل إلى المدينة المنورة.