قال مصدران عسكريان لـ"رويترز"، الجمعة 26 مايو/أيار 2023، إن قوات الجيش السوداني صادرت أسلحة وذخائر مهربة قادمة من دولة أجنبية، وأضافا أن شعبة الاستخبارات العسكرية لاحظت وجود نشاط لمجموعة تعمل في تهريب السلاح بولاية البحر الأحمر وتعمل على إدخال الأسلحة والذخائر في المناطق الشرقية وإيصالها إلى المتمردين.
تأتي مصادرة الأسلحة في وقت تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في اليوم الرابع من وقف لإطلاق النار أعلن الوسطاء، الجمعة، أنه يشهد "تحسناً ملحوظاً". في الوقت نفسه دعت وزارة الدفاع السودانية جنود الاحتياط والجنود المتقاعدين إلى التوجّه لأقرب قواعد عسكرية إليهم وتسجيل أسمائهم، في خطوة تستهدف فيما يبدو التوسع في أعداد المقاتلين.
اشتباكات بين قوات الدعم والجيش السوداني
يأتي ذلك في ظل استمرار مصادمات متفرقة مع قواعد قوات الدعم السريع التي دخلت منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، في صراع دموي على السلطة مع الجيش النظامي.
أفاد شهود عيان في العاصمة الخرطوم بوقوع أعمال نهب واختطافات وعنف جنسي بوتيرة متزايدة، وذلك رغم سريان هدنةٍ مدتها سبعة أيام بدأت مساء يوم الإثنين، برعاية سعودية-أمريكية.
في بداية الأمر، قال الجيش السوداني إن على كل الجنود المتقاعدين وكل الرجال القادرين على حمل السلاح أن يستعدوا للدفاع عن أنفسهم. لكنه عاد وأوضح في وقت لاحق، أن الدعوة قاصرة على الجنود المتفرغين السابقين للتوجه إلى القواعد العسكرية الأقرب إليهم. ولم يكن واضحاً من البيان، ما إذا كانت دعوة الجيش إلزامية أو تطوعيّة.
في حين يعمل السودان بنظام الخدمة العسكرية، لكن صياغة البيان بدت مشيرة إلى الجنود السابقين فقط. وأفادت تقارير باشتعال القتال في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث سُمع دويّ قصف مدفعي ثقيل في صباح الجمعة، ووردت أنباء عن إصابة أحد عشر شخصاً جرّاء ذلك. ونشرت خمس جماعات مسلحة، متمردة سابقاً، المئات من عناصرها في الفاشر في محاولة لوقف العنف.
البرهان يطالب بسحب المبعوث الأممي في السودان
في سياق متصل طلب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ترشيح بديل لرئيس البعثة الأممية "يونيتامس" فولكر بيرتس. جاء ذلك في رسالة أرسلها البرهان إلى غوتيريش نشرتها وسائل إعلام سودانية، منها منصة "سودانيات" (خاصة) على تويتر.
بحسب الرسالة قال البرهان: "إن بيرتس مارس في تقاريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة التدليس والتضليل بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري بينما الواقع يخالف ذلك بصورة جلية".
أضاف: "كما أن بيرتس أصر على رفضه بوسائل وأساليب غير أمينة رغم ما اعترى هذا الاتفاق من ضعف وثغرات وإشارات سالبة مثلت بؤر توتر في الساحة السياسية والاجتماعية وأفضى إلى ما حدث من تمرد ومواجهات عسكرية". واعتبر أن "قائد قوات الدعم السريع (محمد حمدان دقلو) لم يقدم على ما أقدم عليه لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيع من أطراف أخرى من بينها بيرتس بحسب ما أفضى به المتمرد حميدتي، لبعض من سعى لاحتواء التوتر قبل انفجار الوضع"، وفق الرسالة.
حل الأزمة السياسية في السودان
في حين يهدف الاتفاق الإطاري الموقع في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى حل الأزمة السودانية الممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة (المحافظين).
فيما استطرد البرهان: "لكل ما سبق، نرى أن وجود فولكر بيرتس على رأس بعثة يونيتامس فريق الأمم المتحدة بالسودان أصبح مصدر انعكاسات سلبية على الانطباع تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها في السودان وخصماً على تجربتها ومساهمتها الإيجابية المقدرة التي لمسها المجتمع والمواطن السوداني سابقا".
أردف: "كما ثبت من خلال ما قضاه (بيرتس) من وقت وزمن على رأس البعثة لا يساعد في تنفيذ تفويض يونيتامس بالصورة التي تسهم في الوصول لعملية انتقال ناجحة". وتابع البرهان: "لكل ما سبق نطلب من الأمين العام ترشيح بديل للسيد فولكر بيرتس؛ حرصاً على العلاقة بين الأمم المتحدة والسودان العضو في الأمم المتحدة والبلد المضيف لبعثة يونيتامس".
يذكر أن السودان يشهد منذ 15 أبريل/نيسان 2023، اشتباكات بين الجيش بقيادة البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة "حميدتي"، تشمل العاصمة الخرطوم ومدناً أخرى شمالي وغربي البلاد، إثر خلافات بينهما.