أخفقت شركة تسلا للمركبات الكهربائية، في حماية بيانات العملاء والموظفين وشركاء الأعمال، وفقاً لما أفادت به صحيفة Handelsblatt الألمانية، نقلاً عن بيانات سرية يُقدَّر حجمها بـ100 غيغابايت سُرِّبَت من قبل المبلِّغين عن المخالفات.
بحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية السبت 27 مايو/أيار 2023، فقد تلقت الشركة الآلاف من شكاوى العملاء بشأن نظام مساعدة السائق، فيما ذكر تقرير Handelsblatt أنه يمكن العثور على بيانات العملاء "بكثرة" في مجموعة بيانات تسمى "ملفات تسلا".
تتضمن الملفات جداول تحتوي على أكثر من 100 ألف اسم للموظفين السابقين والحاليين، بما في ذلك رقم الضمان الاجتماعي للرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، إلى جانب عناوين البريد الإلكتروني الخاصة وأرقام الهواتف ورواتب الموظفين والتفاصيل المصرفية للعملاء والتفاصيل السرية للإنتاج.
وقالت الصحيفة إن الخرق ينتهك اللائحة العامة لحماية البيانات، فيما وصف مكتب حماية البيانات الذي يندرج تحت مظلته مصنع تسلا العملاق في أوروبا، تسرب البيانات بأنه "ضخم".
قال داغمار هارتج، مسؤول حماية البيانات في براندنبورغ: "لا أتذكر أن حدث شيء بهذا الحجم من قبل".
إذا ثبت مثل هذا الانتهاك، فقد يتم تغريم تسلا حتى 4% من مبيعاتها السنوية، والتي يمكن أن تصل إلى 3.26 مليار يورو (3.5 مليار دولار).
نقلاً عن الملفات المسربة، ذكرت الصحيفة الألمانية أيضاً أعداداً كبيرة من شكاوى العملاء بخصوص برامج مساعدة السائق في تسلا، مع وجود حوالي 4 آلاف شكوى بشأن التسارع المفاجئ أو الكبح الوهمي.
وقالت نقابة عمال المعادن في ألمانيا إن ما كُشِفَ عنه كان "مزعجاً"، ودعت تسلا لإبلاغ الموظفين بجميع انتهاكات حماية البيانات وتعزيز ثقافة يمكن للموظفين من خلالها إثارة المشاكل والشكاوى علانية ودون خوف.
فيما قال ديرك شولتز، رئيس النقابة في برلين وبراندنبورغ وساكسونيا: "يتناسب هذا الكشف مع الصورة التي تشكَّلت لدينا في أقل من عامين بقليل".
تسلا توجه اتهامات لموظف
ونقلت صحيفة Handelsblatt عن محامي تسلا قوله إن "موظفاً سابقاً ساخطاً" أساء استخدام الصلاحيات المُخوَّلة له كفني خدمة، مضيفاً أن الشركة ستتخذ إجراءات قانونية ضد الشخص الذي اشتبهت في ارتكابه التسريب.
وقالت هيئة مراقبة حماية البيانات في هولندا أمس الجمعة، 26 مايو/أيار، إنها على علم باحتمال حدوث انتهاكات لحماية البيانات في شركة تسلا.
وقال متحدث باسم هيئة مراقبة حماية البيانات في هولندا، حيث يقع المقر الرئيسي لشركة تسلا في أوروبا: "نحن على دراية بما نشرته صحيفة Handelsblatt ونبحث فيه".
وامتنعت الهيئة عن التعليق على ما إذا كانت ستطلق تحقيقاً أو بدأته بالفعل، متحجِّجةً بسياساتها. وكانت الهيئة قد أُبلِغَت بالأمر من قِبَلِ نظيرتها في ولاية براندنبورغ الألمانية.
وقالت صحيفة Handelsblatt إن تسلا أخطرت السلطات الهولندية بالخرق، لكن المتحدث باسم هيئة مراقبة حماية البيانات قال إنهم لا يعلمون ما إذا كانت الشركة قد قدمت أي إقرارات للهيئة.
في الشهر الماضي، أظهر تقرير لوكالة Reuters البريطانية أن مجموعات من موظفي تسلا شاركوا بشكل خاص عبر نظام مراسلة داخلي في بعض الأحيان مقاطع فيديو وصوراً شديدة التوغل سُجِّلَت بواسطة كاميرات سيارات العملاء بين عامي 2019 و2022.