أقر زعيم مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، بمقتل 20 ألف مقاتل من قواته في معركة السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية، محذراً من ثورة أخرى قد تواجه روسيا إن لم تُصلح قيادتها من أسلوب تعاملها مع الحرب، في وقت نشرت فيه وزارة الدفاع الأوكرانية، الخميس 25 مايو/أيار 2023، مقطع فيديو يُظهر حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة الواقعة شرقي البلاد.
إذ صرح يفغيني بريغوجين بأن حوالي 10 آلاف سجين سابق من أصل 50 ألفاً جندهم للقتال في أوكرانيا لقوا مصرعهم في الحرب، بالإضافة إلى 10 آلاف آخرين من مقاتليه النظاميين، حسبما نقلته صحيفة "The Guardian" البريطانية، الأربعاء 24 مايو/أيار 2023.
وفي مقابلة بالفيديو نُشرت على منصة تليغرام، أبرز قائد مرتزقة فاغنر أن قواته ستضطر إلى مغادرة باخموت في الأول من يونيو/حزيران "لإعادة التشكيل والتجهيز والتسلح"، مضيفاً أن "427 يوماً من الحرب عمل قتالي شاق".
كما واصل بريغوجين تعليقاته وحربه الكلامية مع كبار المسؤولين العسكريين الروس، والتي أصبحت، بحسب الصحيفة، أهم علامة على الانقسامات الحاصلة بين القوات المقاتلة الروسية منذ أن شنت موسكو غزوها على أوكرانيا، العام الماضي.
بريغوجين أفاد بأنه بعد مغادرة قواته ستصبح المدينة من مسؤولية وزارة الدفاع الروسية التي قال إنها "يجب أن تكون جاهزة لتولي المسؤولية"، مضيفاً: "إذا لم يتمكنوا من قبول ذلك، فيجب على الأشخاص المسؤولين إطلاق النار على أنفسهم".
تحذير من ثورة في روسيا
كما أشار بريغوجين إلى التفاوت الاجتماعي الذي أبرزت الحرب تغلغله في روسيا، مستدلاً على ذلك بأن أبناء الفقراء يُقتلون وتُعاد جثامينهم من الجبهة في توابيت من الزنك، أما "أبناء النخب فيستمتعون" في الشمس.
وخلال المقابلة أكد أيضاً أن "هذا الانقسام قد يؤول بالبلاد إلى ثورة أخرى كما حدث في عام 1917″، وزعم أن "في البداية سيتمرد الجنود، وبعد ذلك سينتفض أحباؤهم من أجلهم. وهناك بالفعل عشرات الآلاف من أقارب القتلى، وربما سيزداد عددهم إلى مئات الآلاف، هذا أمر لا مفر منه" إذا استمرت الأمور على هذا النحو.
واتهم بريغوجين مراراً وتكراراً كبار المسؤولين العسكريين في موسكو بـ"منع مقاتليه من الحصول على الذخيرة خلال معركة باخموت"، ملقياً باللوم عليهم في الخسائر الفادحة التي تكبدها فاغنر، حيث زعم في فيديو أن 80 بالمئة من خسائر فاغنر كانت بسبب نقص الذخيرة.
دمار هائل
يأتي ذلك فيما نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية على حسابها في "تويتر"، الخميس 25 مايو/أيار 2023، مقطع فيديو يظهر حجم الدمار الهائل الذي لحق بباخموت شرقي البلاد.
إذ أرفقت الوزارة الفيديو بتعليق جاء فيه: "باخموت قبل وبعد الغزو الروسي".
ويرى محللون أن المعركة التي دامت تسعة أشهر من أجل السيطرة على باخموت وحدها، أودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود، بينهم مدانون ذكرت تقارير أنهم تلقوا القليل من التدريب قبل الدفع بهم إلى جبهة القتال.
والأحد أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة الكاملة على مدينة باخموت.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن وزارة الدفاع قولها في بيان: "أكملت فرق الهجوم التابعة لمجموعة فاغنر العسكرية بدعم من المدفعية والطيران من مجموعة القتال الجنوبية تحرير مدينة أرتيوموفسك (باخموت)".
وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجموعة "فاغنر" وجيش بلاده بعد إعلانهما السيطرة على مدينة باخموت، حسب بيان للكرملين نقلته وكالات أنباء روسية.
وأوردت وكالة "تاس" بياناً للكرملين جاء فيه أن "بوتين هنّأ وحدات فاغنر الهجومية وكذلك جميع جنود وحدات القوات المسلحة الروسية الذين قدّموا لها الدعم اللازم لإتمام عملية تحرير أرتيموفسك"، الاسم السوفييتي لباخموت.
إلا أن هيئة الأركان العامة الأوكرانية قالت يوم الأربعاء، إن "قتالاً عنيفاً" ما زال مستمراً داخل باخموت.
وأفاد قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، بأن قوات كييف "تواصل عمليتها الدفاعية في باخموت"، وأنها حققت "نجاحات على مشارف المدينة"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.