تعرض صانع المحتوى الهندي الشهير، دروف راثي، إلى هجوم واسع، وتلقت زوجته تهديدات بالاغتصاب، وذلك بعدما نشر مقطع فيديو على قناته في يوتيوب قبل أيام، وانتقد فيه فيلم "قصة كيرلا" المعادي للمسلمين، والذي أثار جدلاً وتسبب في اندلاع أعمال عنف في الهند.
راثي أشار إلى أن زوجته تلقت الكثير من التهديدات ورسائل الكراهية، وقال إن التهديدات التي تلقتها وصلت إلى حد "الاغتصاب والإحراق حتى الموت"، وفقاً لما أورده موقع "الجزيرة.نت"، الإثنين 22 مايو/أيار 2023.
أضاف راثي في تغريدة نشرها على صفحته في تويتر: "هذه نوعية الرسائل التي تتلقاها زوجتي الأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية، أول 3 رسائل تلقتها على إنستغرام، وآخرها نموذج من رسائل البريد الإلكتروني. المفارقة أن هؤلاء الناس ربما يعتقدون أنهم يهتمون بالمرأة وتنمية الأمة".
كان راثي قد نشر، يوم 10 مايو/أيار 2023، مقطع فيديو على قناته التي يبلغ عدد المشتركين فيها 11 مليون مشترك، وحمل الفيديو عنوان: "قصة كيرلا.. صحيحة أم خطأ؟"، ودحض ادعاءات الفيلم الذي تحدث عن إجبار 30 ألف سيدة هندوسية على التحول للإسلام، وإرسالهن للقتال مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
حقق الفيديو انتشاراً واسعاً، وحصد حتى صباح اليوم الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023، 14 مليون مشاهدة، ما أدى إلى تعرض عائلة صانع المحتوى للتهديدات والمضايقات.
في مقابل رسائل التهديد، تلقى راثي رسائل دعم ومساندة، وهاجمت الكاتبة الهندية ماهيما فاشيشت، الذين هددوا زوجة راثي، وقالت: "يعتقدون أن لديهم اليد العليا الفكرية والأخلاقية عندما لا يمكنهم الاختلاف مع رجل من دون التهديد باغتصاب زوجته".
من جانبه، قال الناشط في مجال مكافحة "الإسلاموفوبيا" عليشان جفري: "لا أتفق مع كل ما يقوله دروف راثي، لكن مقطع الفيديو الخاص به حول قصة ولاية كيرلا هزّ النظام بأكمله، ولذلك أطلقوا العنان لحرب دعائية عبر نشر آلاف الفيديوهات والرسائل والتغريدات للتشهير به".
"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، أشارت في تقرير لها إلى أن الفيلم الهندي يصور قصة خيالية لثلاث هنديات انضممن لتنظيم "داعش"، وأوضحت أن فيلم "قصة كيرلا" الذي عُرض في دور السينما أثار جدلاً قبل شهور من طرحه.
أضافت "بي بي سي" أن سياسيين من المعارضة انتقدوا الفيلم ووصفوه بالدعاية، في حين قال صناع الفيلم: "إن القصة تستند إلى سنوات من البحث والأحداث الحقيقية".
حظي الفيلم بتأييد من قادة حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، كما أشاد به رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، المتهم بأنه يغض الطرف عن انتهاكات يتعرض لها المسلمون في الهند.
الضجة التي أثارها الفيلم وصلت إلى حد اندلاع اشتباكات طائفية في ولاية ماهاراشترا غربي الهند، وقالت "بي بي سي" إن السلطات الهندية اعتقلت 100 شخص بالولاية، ونقلت عن تقارير أن أعمال عنف اندلعت بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي لفيلم "قصة كيرلا".
كذلك حظرت حكومة ولاية البنغال الغربية الفيلم، بينما أعفت ولايتا أوتار براديش ومادهيا براديش، وكلتاهما يحكمهما حزب بهاراتيا جاناتا، الفيلم من الضرائب، وفقاً لـ"بي بي سي".