قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 22 مايو/أيار 2023، 3 فلسطينيين أثناء اقتحامها مخيم بلاطة في الضفة الغربية المحتلة، فيما انتقدت الولايات المتحدة، إسرائيل، بسبب قرار يتيح للمستوطنين اليهود، ترسيخ وجود دائم لهم في موقع استيطاني بالضفة، ودعت واشنطن، تل أبيب، إلى عدم إضفاء الطابع الرسمي على موقع حومش الاستيطاني.
وزارة الصحة الفلسطينية قالت في بيان إن "القوات الإسرائيلية قتلت 3 فلسطينيين بالرصاص في مخيم بلاطة، في ساعة مبكرة من اليوم الإثنين"، فيما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مخيم بلاطة للاجئين في مدينة نابلس برفقة جرافات وآليات عسكرية، ومنعت سيارات الإسعاف من دخول المخيم.
من جانبها، قالت وكالة "شهاب" الفلسطينية، إن قوات الاحتلال فجرت منزلاً لعائلة أبو شلال في مخيم بلاطة، ونقلت عن شهود قولهم إن "قوات الاحتلال فجرت المنزل دون إبلاغ أصحاب المنازل المجاورة، ما أدى إلى إصابة شاب وفتاة بجروح بفعل شظايا زجاج النوافذ، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بعدد من المنازل المجاورة".
كذلك أفادت الوكالة بأن مقاومين فلسطينيين تصدوا لاقتحام الاحتلال للمخيم في الضفة، بإطلاق الرصاص وتفجير عبوات محلية الصنع، وأضافت نقلاً عن شهود أن "إصابات مباشرة وقعت في صفوف جنود الاحتلال الذين اقتحموا المخيم".
انتقادات أمريكية لإسرائيل
من ناحية ثانية، انتقدت واشنطن، تل أبيب، بسبب عمل الأخيرة على تأمين وجود دائم لمستوطنين في موقع حومش الاستيطاني بالضفة الغربية.
كان قائد القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي، قد وقّع، يوم الخميس الماضي، أمراً يتيح للإسرائيليين دخول المنطقة التي يوجد بها موقع حومش، ما يمهد الطريق أمام بناء مستوطنة بشكل رسمي هناك، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وزارة الخارجية الأمريكية، دعت إسرائيل، مراراً وتكراراً، إلى الامتناع عن اتخاذ أية إجراءات تزيد من التوتر مع الفلسطينيين، مثل إضفاء الطابع الرسمي على المواقع الاستيطانية، وعلى وجه الخصوص موقع حومش.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان، الأحد 21 مايو/أيار 2023: "نحن قلقون للغاية من أمر الحكومة الإسرائيلية الذي يتيح لمواطنيها ترسيخ وجود دائم في موقع حومش الاستيطاني في شمال الضفة الغربية، والذي، وفقاً للقانون الإسرائيلي، تم بناؤه بشكل غير قانوني على أراضٍ فلسطينية خاصة".
أضاف ميلر أن القرار لا يتماشى مع تعهدات الحكومة الإسرائيلية في عام 2004، وكذلك التعهدات التي قدمتها في الآونة الأخيرة للمسؤولين في إدارة بايدن.
يأتي هذا الانتقاد الأمريكي لإسرائيل، بعد أشهر من التصعيد بين الاحتلال والفلسطينيين، والذي مثل اختباراً للعلاقات بين واشنطن وتل أبيب حليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط.
كان وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، وهو أحد أعضاء الحكومة اليمينية التي تولت مقاليد السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2022، قد زار المسجد الأقصى، يوم الأحد 21 مايو/أيار 2023، حيث قال: "نحن أصحاب" القدس، ما أثار إدانة فلسطينية وعربية.
في هذا الصدد قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن واشنطن قلقة أيضاً من "الزيارة الاستفزازية، وما يرافقها من خطاب تحريضي".
أضاف المتحدث: "يجب عدم استخدام هذا المكان المقدس لأغراض سياسية، وندعو جميع الأطراف إلى احترام قدسيته"، وأكد أيضاً على الموقف الأمريكي الذي يطالب بضرورة الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة بالقدس.