قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته السبت 20 مايو/أيار 2023 إن تحقيقاً صحفياً أجراته صحيفة The Observer زعم أنَّ طالبي اللجوء المقيمين في فنادق وزارة الداخلية في ليفربول وحولها تعرضوا للمضايقة والإهانة والإساءة اللفظية والعاطفية من كبار موظفي الفنادق.
حيث وصفت مصادر تعمل لدى شركة Serco، المتعاقدة من الباطن مع وزارة الداخلية، ما يعتقدون أنها ثقافة "إساءات ممنهجة" في 5 فنادق في ميرسيسايد، بما في ذلك فندق Suites في نوزلي، حيث وقعت احتجاجات عنيفة لليمين المتطرف في فبراير/شباط 2023. وتشمل المصادر المتعاقدين الحاليين والسابقين المُعيّنين لدى شركة Serco للعمل في فنادق وزارة الداخلية.
تعرض طالبي لجوء في بريطانيا للترهيب
عن إحدى الحالات، قالت المصادر إنَّ كبار موظفي Serco طاردوا طالب لجوء شُخِّصَت حالته بالفصام في غرفته بالفندق، وظلوا يحركون مقبض الباب ويصرخون عليه من خلف الباب المغلق. ومن المفهوم أنَّ المديرين كانوا على دراية بحالته، وقال مصدر: "هذا سلوك شديدة العدوانية، لفظياً ونفسياً".
أضاف المصدر أنهم لم يعلموا أنَّ أياً من كبار المديرين العاملين في الفنادق الخمسة في ميرسيسايد قد تلقى تدريبات في مجال الصحة النفسية ودعم الصدمات، وزعم أيضاً أنَّ توفير الأدوية، بما في ذلك للرجل المصاب بالفصام، لا يُدار بعناية.
تزعم المصادر أيضاً أنَّ أحد موظفي الفندق يستخدم باستمرار لغة عنصرية عند الإشارة إلى طالبي اللجوء. وأضافوا أنَّ كبار موظفي الفندق يحرمون الناس من الماء والطعام، ويصرخون ويسُبون أي شخص يطلب الدعم، ويقولون لهم: "اغرب عنا، واتصل بمنظمة مساعدة المهاجرين".
الآلاف من طالبي اللجوء يقيمون بفنادق في بريطانيا
تؤوي الفنادق التي تديرها وزارة الداخلية البريطانية حالياً أكثر من 50000 طالب لجوء بتكلفة تزيد عن 6 ملايين جنيه إسترليني (7.5 مليون دولار تقريباً) في اليوم. في عام 2019، حصلت Serco على عقد بقيمة 1.9 مليار جنيه إسترليني من الوزارة لإدارة إقامة اللجوء والدعم على مدى 10 سنوات.
قال متحدث باسم Serco: "لقد حققت Serco بصرامة في الادعاءات التي قدمتها لنا صحيفة The Observer ووجدت أنها لا أساس لها".
يذكر أنه وفي ليلة احتجاجات اليمين المتطرف في نوزلي في فبراير/شباط، التي تجمع خلالها عدة مئات من المتظاهرين المناهضين للمهاجرين خارج فندق Suites، يُزعَم أنَّ العاملين بالفندق قالوا إنهم "يريدون التواجد هناك [في صفوف الاحتجاج]".
بحسب ما ورد، قال أحد موظفي الفندق إنه إذا حدث احتجاج خارج فندقهم، فإنهم سينضمون إليه.
في حين أُبلِغَت صحيفة The Observer أيضاً بمزاعم أنَّ كبار القادة طلبوا من الموظفين عدم تقديم المشروبات الساخنة، بما في ذلك في فصل الشتاء، مع شعور الطهاة بأنهم تحت "ضغط مستمر" لإعداد وجبات أقل وأرخص ثمناً.
قال مصدر: "يشعر الناس أحياناً بالجوع لعدم تصنيع ما يكفي من الطعام؛ لذا ينفد منهم بسرعة. لقد طُلِب منهم إعداد 160 وجبة لحوالي 225 شخصاً، حتى لا يأكل الجميع".
مهاجرون يتعرضون للتنمر في بريطانيا
في المقابل، قال مقاول سابق لشركة Serco، الذي استقال مؤخراً بسبب الإجهاد وادعاءات بالتنمر: "أعتقد أنه بغض النظر عن المكان الذي أتيت منه، يحق لك التمتع بحياة لطيفة، لكن بدلاً من ذلك يتعرضون للتنمر لأنهم ضعفاء، وليس لديهم من يدافع عنهم".
رداً على المزاعم، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: "لقد حققنا باستفاضة في هذه الادعاءات، لكن لا يمكننا العثور على أي دليل لإثباتها.. لدينا تدابير حماية قوية وفرق رعاية مخصصة في جميع مواقع اللجوء لضمان معاملة كل طالب لجوء بكرامة، وحصولهم على الدعم الذي يحتاجون إليه".