استنكرت وزارة الخارجية الصينية، السبت 20 مايو/أيار 2023، بيانات "مجموعة السبع" الصناعية بشأن الصين، وقالت إنها قدمت "احتجاجاً صارماً" إلى اليابان، الدولة المضيفة للقمة، ودول أخرى في المجموعة، واعتبرت أن قادة المجموعة تجاهلوا مخاوف موجودة لدى بكين.
التلفزيون الصيني الرسمي نقل عن بيان للخارجية قوله إن الوزارة قدمت احتجاجها عقب إصدار "مجموعة السبع" بياناً يعبر عن قلقها من ممارسات الصين تجاه تايوان، وبحر الصين الجنوبي، وحقوق الإنسان وغيرها من الممارسات داخل الصين نفسها.
أضافت الوزارة أنه "بالرغم من جميع مخاوفنا الجادة، تُواصل مجموعة السبع التلاعب بالقضايا المتعلقة بالشأن الصيني، لتشويه سمعة الصين ومهاجمتها والتدخل بشكل سافر في شؤون البلاد الداخلية، وهو ما تستنكره الصين وتعارضه بشدة".
كذلك لفت البيان إلى أن الجانب الصيني قدم احتجاجاً شديد اللهجة للدولة المضيفة للقمة اليابان والأطراف الأخرى المعنية، وأشار أيضاً إلى أن "مجموعة السبع تطرح ادعاءات بشأن تعزيز عالم سلمي ومستقر ومزدهر، لكن ما تفعله هو إعاقة السلام الدولي، وتقويض الاستقرار الإقليمي، وكبح تنمية الدول الأخرى".
وفيما يخص تايوان، أكد بيان الخارجية الصينية أن "تايوان هي للصين، وأن حل قضية تايوان مسألة تخص الصينيين"، وشدد مجدداً على أن مبدأ صين واحدة هو الدعامة القوية للسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
تعيش تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي في ظل تهديد دائم من إمكانية تعرّضها لغزو من الصين، التي ترى الجزيرة جزءاً من أراضيها، وتتعهّد بضمها، وإن كان عسكرياً.
في سياق متصل، أشار بيان الخارجية الصينية إلى أن الشؤون المتعلقة بهونغ كونغ وشينجيانغ (تركستان الشرقية) و"إقليم التبت" هي من الشؤون الداخلية للصين، وقال إن بكين تعارض بشدة تدخل أي قوة خارجية في هذه الشؤون بحجة حقوق الإنسان.
كذلك حثت بكين"مجموعة السبع" على التوقف عن توجيه أصابع الاتهام إليها في هونغ كونغ وشينجيانغ و"إقليم التبت"، وإلقاء نظرة فاحصة على تاريخها وسجلها في مجال حقوق الإنسان.
كما حثَّ البيان "مجموعة السبع" على وقف احتواء وقمع الدول الأخرى، ووقف التحريض على المواجهة، والعودة إلى "المسار الصحيح" للحوار والتعاون.
كان قادة "مجموعة السبع" قد أعربوا عن "القلق الشديد" بشأن الوضع في شرقي وجنوبي بحر الصين، حيث تعمل بكين على توسيع وجودها العسكري، وتهدد باستخدام القوة لفرض سيطرتها على تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.
كما اتّحدت دول المجموعة في التعبير عن "مخاوفها بشأن حقوق الإنسان في الصين، بما في ذلك في إقليم التبت، وهونغ كونغ، ومنطقة شينجيانغ في أقصى الغرب، حيث تعتبر قضية العمل الجبري قضية دائمة".
تقع التبت ذاتية الحكم جنوب غربي الصين، على الحدود مع الهند، وترتفع 4 آلاف و500 متر فوق مستوى سطح البحر، وسمحت بكين لإقليم "التبت" بأن يدير شؤونه بنفسه بين عامي 1912 و1950، لكنها ما لبثت أن استعادت سيطرتها عليه في 1951، عقب انتفاضة قصيرة، وهو ما تطلق عليه بكين اسم "التحرير السلمي".
يُشار إلى أن بكين تطلق على إقليم تركستان الشرقية الذي يشكل الأتراك المسلمون غالبية سكانه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة"، ويطالب سكان الإقليم بالاستقلال عن الصين، ويعتبرون السيطرة الصينية "احتلالاً لبلادهم منذ 66 عاماً".
يشهد الإقليم منذ سنوات عديدة أعمال عنف دامية، كانت أشدها عام 2009، وقتل فيها حوالي 200 شخص، وفقاً للأرقام الرسمية، ونشرت الحكومة الصينية منذ ذلك التاريخ قوات مسلحة في المنطقة التي ارتفعت فيها حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية، و"الإيغور" التركية، وخاصة في مدن "أورومجي"، و"كاشغر"، و"ختن"، و"طورفان"، التي يشكل فيها الأتراك غالبية السكان.
أما هونغ كونغ فتدير شؤونها الداخلية باستقلالية، إلا أنها تتبع بكين في السياسات الخارجية والدفاعية، ويرى مراقبون أن تأثير الحكومة الصينية على هونغ كونغ يزداد باضطراد.