عثرت السلطات التونسية على جثث 9 مهاجرين غير قانونيين في محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر هلكوا بسبب البرد، وتم فتح بحث تحقيقي، على ما أفاد متحدث قضائي، الأربعاء 17 مايو/أيار 2023، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
حيث قال المتحدث الرسمي باسم محكمة القصرين رياض النويوي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الجثث عثر عليها خلال الأيام الأخيرة في منطقة "حيدرة" (غرب الوسط)، و"يتم عرضها على الطبيب الشرعي" لمعرفة أسباب الوفاة.
كما أكد "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، وهي منظمة غير حكومية تتابع ملف المهاجرين، في بيان، الثلاثاء، أن المهاجرين من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء، و"هلكوا بسبب البرد والعطش والإرهاق".
بينما يتوافد عدد من المهاجرين غير القانونيين، وغالبيتهم من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء، عبر الحدود التونسية الجزائرية، ثم يشاركون في محاولات هجرة عبر البحر من السواحل التونسية وبالخصوص من محافظة صفاقس نحو السواحل الإيطالية، تنتهي في بعض الأحيان بحوادث غرق.
فيما أدان المنتدى في بيانه "بشدة الصمت الرسمي إزاء مآسي الهجرة، وسياسات عسكرة الحدود، والتطبيع مع الموت براً وبحراً". ودعا السلطات التونسية إلى إنشاء منظومة استقبال وتوجيه إنساني على الحدود الجزائرية التونسية تضمن تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية لضحايا طرق الهجرة القاتلة.
تبعد أجزاء من سواحل تونس أقل من 150 كيلومتراً عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وتسجل بانتظام محاولات هجرة في اتجاه السواحل الإيطالية، غالبية المشاركين فيها من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، كان الحرس الوطني قد أعلن، في وقت سابق، أنه أنقذ أو اعترض "14 ألفاً و406 أشخاص، بينهم 13 ألفاً و138 ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، والباقون تونسيون، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام".
يناهز هذا العدد 5 أضعاف ما تم إحصاؤه خلال الفترة نفسها من عام 2022. ووصل أكثر من 45 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام، وفقاً لوزارة الداخلية الإيطالية، أي ما يقرب من 4 أضعاف مقارنة بالعام الماضي خلال الفترة نفسها.
فيما اقترح الرئيس التونسي قيس سعيّد تنظيم اجتماع في أقرب الآجال على مستوى رؤساء الدول والحكومات أو على مستوى وزراء الداخلية، تشارك فيه كل الدول المعنية، بما في ذلك التي ينحدر منها المهاجرون، "حتى يتم الاتفاق على صيغ تعاون تقضي على أسباب الهجرة غير النظامية، ولا يتم الاقتصار فقط على معالجة النتائج والآثار".