قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه.آي الناشئة، التي كانت وراء إصدار روبوت الدردشة (تشات جي.بي.تي)، أمام لجنة بمجلس الشيوخ الثلاثاء 16 مايو/أيار 2023، إن استخدام الذكاء الصناعي للتدخل في نزاهة الانتخابات "مبعث قلق كبير"، مضيفاً أن الأمر يحتاج إلى تنظيم.
وأضاف: "أنا قلق من هذا الأمر"، مشيراً إلى ضرورة وضع قواعد وإرشادات توجيهية.
يأتي هذا في وقت تتسابق فيه الشركات العملاقة والصغيرة منذ شهور على استخدام الذكاء الصناعي، وخصصت من أجل ذلك بيانات لا حصر لها ومليارات الدولارات، بينما يخشى منتقدون من أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى تفاقم الأضرار على المجتمع.
قلق في الكونغرس من الذكاء الاصطناعي
بدوره قال السيناتور كوري بوكر، وهو واحد من عدد كبير من المشرعين ممن لديهم تساؤلات عن أفضل السبل لضبط الذكاء الصناعي: "لا توجد طريقة لحبس هذا المارد في قنينة. هذا بمثابة انفجار على مستوى العالم".
فيما أشارت السيناتور مازي هيرونو إلى خطر التضليل مع اقتراب انتخابات 2024 قائلة: "في سياق الانتخابات، على سبيل المثال، رأيت صورة الرئيس السابق (دونالد) ترامب أثناء إلقاء شرطة نيويورك القبض عليه، وانتشرت هذه الصورة على نطاق واسع". وألحت هيرونو على ألتمان توضيح ما إن كان يعتبر مثل الصورة المزيفة ضارة.
أجاب ألتمان بأن على معدي مثل هذه الصور بتقنية الذكاء الصناعي التوليدي توضيح توقيت صنعها لا أن ينشروها كما لو أنها واقعية، وفي حديثه أمام الكونغرس لأول مرة، قال ألتمان إنه ينبغي للولايات المتحدة النظر بشكل عام في متطلبات الترخيص والاختبار لتطوير نماذج الذكاء الصناعي.
وسُئل ألتمان عن رأيه في نوع الذكاء الصناعي الذي يجب أن يخضع للترخيص، فقال إنه النموذج الذي بوسعه التوجيه لقناعة محددة أو التلاعب بمعتقدات الأفراد، وأضاف أنه يجب أيضاً أن يكون للشركات الحق في قول إنها لا تريد استخدام بياناتها في التدريب على الذكاء الصناعي، وهي إحدى الأفكار التي يجري مناقشتها حالياً في الكونغرس.
قلق عالمي وذهول!
يأتي هذا فيما تثير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتسم بتقنيّات في غاية التعقيد، الكثير من الإعجاب والذهول، وفي الوقت نفسه الكثير من القلق.
الهواجس من مخرجات برامج الذكاء الاصطناعي دفعت شخصيات بارزة في عالم التكنولوجيا، مثل رئيس تويتر، إيلون ماسك، للمطالبة بتعليق تطوير هذه التقنيات، وهذه الهواجس تتمثل بنشر محتويات خطيرة والتلاعب بالرأي العام، من خلال إنتاج صور مزيفة بواسطة برمجيات مثل "ميدجورني"، وتطبيق أنظمة مراقبة جماعية، وغيرها من المخاطر غير المعروفة بعد.
كان العالم قد اكتشف قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة في نهاية العام 2022، مع إطلاق شركة "أوبن إيه آي" برنامجها "تشات جي بي تي" لإنتاج المحتويات التحريريّة، القادر على كتابة مواضيع بحثيّة وقصائد وترجمات في عدة ثوانٍ.
من جهتها، تتسابق شركات التكنولوجيا الضخمة مثل مايكروسوفت، وجوجل، وغيرهما، لتحقيق تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يحذر بعض الخبراء من أنه قد يحل محل بعض وظائف البشر.