قال السفير الأمريكي في إسرائيل، توماس نايدز، إن الولايات المتحدة تعمل من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، فيما قال مسؤولان أمريكيان لموقع Axios الأمريكي، إن البيت الأبيض يرغب في الدفع للتوصل إلى اتفاق بين الرياض وتل أبيب في غضون الأشهر الستة إلى السبعة المقبلة، مشيراً في ذات الوقت إلى وجود عقبات أمام التوصل لاتفاق.
السفير نايدز أشار إلى أنه يعمل "باستمرار على توسيع اتفاقيات إبراهيم"، وهي الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020 لتطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين.
نايدز قال في مقابلة مع "قناة إسرائيل 24″، الثلاثاء 16 مايو/أيار 2023: "أعمل كل يوم مع البحرينيين والمغاربة والإماراتيين والمصريين والأردنيين من أجل تحسين العلاقات مع تل أبيب"، وأضاف: "نود أن نرى التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ونعتقد أنه مهم للغاية، ونحن نعمل مع إسرائيل لتحقيق ذلك" دون مزيد من التفاصيل.
في سياق متصل، نقل موقع Axios الأمريكي الأربعاء 17 مايو/أيار 2023، عن مسؤولين أمريكيين مطلعين – لم يذكر اسميهما – أن البيت الأبيض يدفع للتوصل إلى اتفاق للتطبيع بين السعودية وإسرائيل قبل نهاية العام، قبل أن تنشغل أجندة الرئيس جو بايدن بحملته الانتخابية للرئاسة.
الموقع أشار إلى أن أي اتفاقية للتطبيع بين السعودية وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة، من المرجح أن تحقق تقدماً بالعلاقات السعودية الأمريكية، وإنجازات ملموسة من الحكومة الأمريكية الحالية، كما أن اتفاقاً من هذا القبيل، سيكون بمثابة "اختراق تاريخي للسلام بالشرق الأوسط"، بحسب تعبير الموقع الأمريكي.
أضاف Axios أن اتفاقاً للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، من شأنه أن يؤدي إلى قيام المزيد من الدول العربية والأغلبية المسلمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وإعادة العلاقات الأمريكية السعودية إلى مسارها الصحيح.
مسؤولون أمريكيون قالوا إن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، التقى بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة الأسبوع الماضي، وإن سوليفان ناقش مع الأمير إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
عقب هذا الاجتماع، سافر بريت ماكغورك منسق مجلس الأمن القومى الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، وكبير مستشاري بايدن عاموس هوشستين، إلى القدس وأطلعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإيجاز حول قضية التطبيع.
الموقع الأمريكي نقل عن مسؤولين أمريكيين اثنين قولهما إن سوليفان أخبر الأمير محمد بأن الولايات المتحدة تعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى صفقة سعودية إسرائيلية بحلول نهاية العام.
أضاف المسؤولان أن الأمير محمد ردّ بأنه لا ينوي اتخاذ أية خطوات إضافية لتحسين العلاقات مع إسرائيل، وبدلاً من ذلك الاتجاه للعمل نحو حزمة واحدة كبيرة تشمل الإنجازات الأمريكية مثل تعاون عسكري أقوى.
كذلك نوه الموقع الأمريكي إلى أن اتفاقاً للتطبيع بين إسرائيل والسعودية قد لا يكون مقبولاً لدى الديمقراطيين وأنه قد يكلف بايدن الكثير من رأس ماله السياسي، بسبب مواقف سابقة لبايدن أبدى فيها غضبه من السعودية بسبب قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث أشارت الاستخبارات الأمريكية إلى وجود دور لولي العهد في هذه القضية وهو ما نفته الرياض مراراً.
عقبات أمام التطبيع
بدورهم أشار مسؤولون أمريكيون، إلى أن إحدى أكبر العقبات التي تحول دون التوصل إلى صفقة واسعة بين السعودية وإسرائيل، تتعلق بطلب الرياض تطوير التعاون العسكري مع الولايات المتحدة والوصول إلى أنظمة الأسلحة الأمريكية المتطورة.
فضلاً عن ذلك "يريد السعوديون أيضاً أن يكونوا قادرين على شراء ذخيرة من الولايات المتحدة لقواتهم الجوية، بعد أن أوقفت إدارة بايدن هذه المبيعات عقب أسابيع من تولي الرئيس منصبه بسبب الحرب السعودية في اليمن"، وفقاً لـ Axios.
كذلك لفت المسؤولون الأمريكيون إلى عقبة أخرى، تتمثل في طلب السعودية الحصول على دعم أمريكي لبرنامج نووي خاص بالسعودية يتضمن تخصيب اليورانيوم.
يُذكر أنه بعيد تشكيل حكومته نهاية العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه سيسعى "من أجل تطبيع العلاقات مع السعودية"، وحتى الساعة 18:30 (ت.غ)، لم يصدر عن السلطات السعودية أو الإسرائيلية تعليق على تصريحات السفير الأمريكي، أو ما ذكره موقع Axios.
رفض للتطبيع
كان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، قد قال الإثنين 15 مايو/أيار 2023 إن "الدعم الشعبي السعودي للتطبيع الكامل والتعاون العسكري أو الإنساني مع إسرائيل ما زال منخفضاً".
استند المعهد إلى استطلاع للرأي العام أجري لمصلحته في السعودية، وقال: "أظهرت استطلاعات الرأي السابقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لا تزال نسبة 40% من السعوديين تقبل بالروابط الاقتصادية مع إسرائيل"، وأشار إلى أنه "كما في الاستطلاعات الأخيرة أيضاً، ترى نسبة 20% فقط أن اتفاقات إبراهيم ستخلّف نتائج إيجابية على الشرق الأوسط".
ولا تقيم السعودية أي علاقات مع إسرائيل، وتؤكد عادة أنها ترفض تطبيع العلاقات قبل حل القضية الفلسطينية، وفي يناير/كانون الثاني 2023، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن "الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية سيكون شرطاً مسبقاً للمملكة العربية السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل".
كما ذكر الوزير السعودي حينها في تصريحات لتلفزيون "بلومبرغ": "قلنا باستمرار إننا نعتقد أن التطبيع مع إسرائيل هو شيء يصب في مصلحة المنطقة، لكن التطبيع والاستقرار الحقيقي لن يأتيا إلا من خلال إعطاء الفلسطينيين الأمل والكرامة".