أعلنت تل أبيب حشد قرابة 3 آلاف جندي وعنصر أمن في القدس الخميس 18 مايو/أيار 2023، وذلك لتأمين مسيرة الأعلام التي ينظمها المستوطنون كل عام، ويجوبون خلالها أحياء المدينة المحتلة، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حالة التأهب القصوى للاحتلال شملت "أنظمة الدفاع الجوي بكافة أنواعها، وليس فقط القبة الحديدية".
وتتزامن مسيرة الأعلام مع الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال إسرائيل للقدس الشرقية، حسب التقويم العبري، حيث يحمل آلاف من المشاركين فيها الأعلام الإسرائيلية ويرقصون في باب العامود، وفي شوارع وأزقة البلدة القديمة.
من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها ستنشر 3200 من عناصرها في أنحاء المدينة بمناسبة المسيرة.
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن "قوات الأمن اعتقلت 15 فلسطينياً من القدس وأبعدت 37 ناشطاً عن القدس كإجراءات احترازية".
وقد دعت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، الخميس، مع حمل الأعلام الإسرائيلية.
وأعلنت عبر سلسلة منشورات لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، أنها تنوي حشد 5 آلاف من أنصارها لاقتحام المسجد الأقصى الخميس.
وقالت منظمة "بأيدينا" اليمينية المتطرفة، الأربعاء، إنها ستنظم مسيرة أعلام من باب الخليل، إحدى بوابات القدس القديمة القريبة من القدس الغربية، وحتى أبواب المسجد الأقصى، ظهر الخميس.
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية "13"، الإثنين، إن 4 وزراء أعلنوا مشاركتهم بالمسيرة وهم وزراء الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش والمواصلات ميري ريغيف وتطوير النقب إسحاق فاسرلاوف.
وقال سيدمان: "بن غفير والوزراء الآخرون سيقودون المسيرة بإلهام بن غفير، كل هذا يعني أنه إذا كانت هناك صور من الهتافات العنصرية والطرق على الأبواب والعنف، فستظهر المقاطع على الفور عبر الشبكات الإلكترونية في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة والعالم العربي.. خلال دقائق".
كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قال خلال تقييم للأوضاع مع الشرطة، الأربعاء: "هذا يوم عيد، والسياسة هي السماح بحرية الحركة الكاملة لليهود في جميع أنحاء القدس".
وأضاف، كما نقلت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: "بشكل لا لبس فيه، مسيرة العلم، مسيرة العيد، صعود اليهود إلى الحرم القدسي، دون أن يفكر أحد في إمكانية تهديدهم أو إلحاق الأذى بهم، هي رسالة إلى العالم بأسره".
تابع بن غفير: "لقد نشرنا حراساً في القدس وإن شاء الله سترسم القدس باللونين الأزرق والأبيض غداً".
رفض فلسطيني
وكانت فعاليات فلسطينية دعت إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى وإلى رفع الأعلام الفلسطينية على المنازل في القدس رداً على المسيرة الإسرائيلية.
فيما طالب القيادي في حركة حماس مشير المصري أهالي القدس بالحشد الجماهيري للتصدي لمسيرة الأعلام في القدس؛ كما دعا أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل المحتل للاشتباك مع الاحتلال، مؤكداً أن المقاومة رهن الاستعداد للحفاظ على المسجد الأقصى، ومنع تهويد القدس.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل إن "مسيرة الأعلام الصهيونية لن تمر والرد آتٍ لا محالة".
كما حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من إصرار الحكومة الإسرائيلية على تنظيم المسيرة، ووصفها بالاستفزازية، وأوضح أبو ردينة أن دعوات المتطرفين لاقتحام المسيرة للمسجد الأقصى ستُشعل المنطقة، وستكون العواقب وخيمة لمثل هذه المحاولات.
وحمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عما تسمى "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، ونتائجها وتداعياتها، ليس فقط في القدس وإنما على ساحة الصراع، وفق تعبيرها، وأضافت الخارجية الفلسطينية أن مسيرة الأعلام دليل قاطع على أن القدس محتلة.