قيود التأشيرات المصرية تفرّق العائلات السودانية الهاربة من الحرب.. مطالب بإلغائها لتسهيل لمّ شمل الأسر

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/16 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/16 الساعة 15:33 بتوقيت غرينتش
سودانيون يفرون من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع ، على الحدود مع مصر/ رويترز

قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره الإثنين، 15 مايو/أيار 2023، إن الحرب الدائرة في السودان تسببت في فرار عشرات الآلاف من المدنيين إلى البلاد المجاورة. واختار أغلبهم أن يشق طريقه إلى مصر، التي سمحت للنساء والأطفال وكبار السن بالعبور بوتيرة بطيئة للغاية، لكن كثيراً من الرجال أُعيدوا من أجل الحصول على تأشيرات قبل دخول البلاد.

حيث قالت امرأة سودانية، تبلغ من العمر 37 عاماً، وصلت إلى القاهرة مع أطفالها الرضع الثلاثة منذ أكثر من أسبوعين: "أنا في بلد أجنبي مع أطفالي، ولا أعرف أحداً، في حين أن زوجي عالقٌ خارج القنصلية المصرية في حلفا منذ 21 يوماً".

مصر لاجئون والسودان
سودانيون يفرون من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع/ رويترز

أزمة تأشيرات تطال السودانيين الراغبين في دخول مصر

أخبرت المرأة، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، موقع Middle East Eye، بأنها بسبب إغلاق السفارة المصرية في الخرطوم والحرب المستعرة، سافرت مع زوجها وأطفالها إلى معبر أرقين على الحدود المصرية، الذي يبعد 850 كم عن العاصمة، أملاً في الحصول على تأشيرة هناك، لكن طلب زوجها لعبور المعبر رُفض.

أضافت: "استهدفت الطائرات منزلنا، وتركناه وركضنا. حتى أنني لم أصطحب معي شهادات أطفالي. لا أعرف متى ستصدر تأشيرة زوجي، وكيف سنستقر هنا بدونه".

في سياق متصل، تشير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن حوالي 83758 مواطناً سودانياً عبروا الحدود إلى مصر منذ اندلاع الصراع في الخرطوم في 15 أبريل/نيسان.

الخرطوم
العاصمة السودانية الخرطوم – رويترز

عبور النساء والأطفال إلى مصر

غالبية هؤلاء كانوا من النساء والأطفال وكبار السن، الذين لا يحتاجون إلى إصدار تأشيرات لدخول مصر. لكن الرجال السودانيين البالغة أعمارهم بين 16 عاماً و49 عاماً، يحتاجون إلى هذه التأشيرات.

كانت لوجين محمد، 28 عاماً، وزوجها وأخوه البالغ من العمر 19 عاماً، بين آلاف السودانيين العالقين خارج القنصلية المصرية في وادي حلفا، شمال السودان.

منذ أن فروا من الخرطوم في 26 أبريل/نيسان، عانى حموها من نوبات غيبوبة سكر، ومن "الإجهاد، والتعب، والظروف الصعبة للرحلة والبقاء في حلفا"، وذلك حسبما أخبرت موقع Middle East Eye.

أوضحت: "لا أخطط للمغادرة بدون زوجي. ماذا إذا لم يمنحوه تأشيرة لسبب أو لآخر؟ سوف نكون عالقين على جانبين دون أن نعرف كيف ومتى سنلتقي مرة ثانية". وأضافت أن أمها وأختها الأصغر عبرتا الحدود إلى مصر وتنتظران المساعدة للاستقرار هناك، لكنها لا تستطيع ترك زوجها.

السودان السودانيون الاشتباكات في السودان حميدتي البرهان دارفور
إجلاء مدنيين من السودان/ رويترز

السودانيون ينامون على الأرض

في حين أخبرت لوجين ورجل سوداني آخر خارج القنصلية السودانية، موقع Middle East Eye، بأن الناس في حلفا ينامون على الأرض، وأن كثيراً من الأشخاص الآخرين نفدت أموالهم أثناء انتظار الحصول على التأشيرات.

قال رجل سوداني، فضّل عدم الكشف عن هويته: "حلفا مدينة صغيرة، يسكن فيها حوالي 5000 شخص. وصل حوالي 15 ألف شخص إلى هنا في الأيام القليلة الماضية، ولا توجد أماكن إقامة لنا جميعاً. ننام في المساجد والشوارع والمدارس".

وفقاً للمصادر التي تحدث معها موقع Middle East Eye، تلقت السفارة المصرية ما بين 5000 و7000 جواز سفر، بينما تصدر ما بين 70 و100 تأشيرة يومياً. ويُتوقع وصول آلاف الأشخاص الآخرين إلى حلفا في الأيام القليلة القادمة.

مطالب لمصر بتسهيل دخول السودانيين

في خطاب مفتوح، طالب كثير من النشطاء والكُتَّاب السودانيين من الحكومة المصرية والأمم المتحدة تسهيل دخول اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، بمن فيهم الرجال، البالغة أعمارهم بين 16 عاماً و49 عاماً، وذلك بموجب اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكول عام 1967 المتعلق بأوضاع اللاجئين.

قالت كريستين بشاي، مسؤولة التواصل في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حديثها مع موقع Middle East Eye، إن الأمم المتحدة تشدد على أهمية دخول الأراضي ومنح اللجوء إلى أي شخص يهرب من العنف والصراع، بغضّ النظر عن السن والجنس. وأوضحت أن: "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحث جميع البلاد على السماح للمدنيين الفارين من السودان بدخول أراضيها على أسس غير تمييزية".

سيارة ومباني متضررة في السوق المركزي خلال اشتباكات في السودان/رويترز

كان مسؤول مصري قد نفى لقناة "القاهرة الإخبارية" السماح بدخول الأراضي المصرية بدون تأشيرة للأشقاء السودانيين، وأكد على تقديم التسهيلات لتخفيف وطأة الظرف الراهن.

فيما أوضحت كريستين: "آلاف الأشخاص يحاولون الحصول على تأشيرات لدخول مصر، ونتج عن ذلك حالة تكدس، لاسيما في حلفا التي تقع فيها القنصلية المصرية الآن. إن معالجة (طلبات) كل هؤلاء الأشخاص يستغرق وقتاً، ويتسبب في تأخير في الحركة". 

تابعت: "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على اتصال دائم بالسلطات في مصر والدول المجاورة، وتدعو كل الدول لضمان الوصول إلى أراضيها وحماية جميع الفارين من الصراع، بغضّ النظر عن السن والجنس".

تحميل المزيد