اتخذت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية خطوة إلى الوراء، وغيرت غلافها على حسابها بموقع تويتر، الذي دعت فيه لعدم التصويت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وطالبت برحيله عن السلطة، ما أثار غضب أنقرة، وبدلت المجلة من خطابها عقب نتائج الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية، التي أُجريت يوم 14 مايو/أيار 2023.
كانت الصحيفة قد واجهت انتقادات بأنها تحاول التأثير في وجهة الانتخابات التركية، عندما وضعت على غلافها عبارة "أردوغان يجب أن يذهب"، وقال نقاد في تركيا إن الصحيفة سعت إلى التشكيك في الديمقراطية التركية ومهاجمة أردوغان قبل كل انتخابات.
كذلك كانت الصحيفة قد زعمت بأن انتخاب المنافس الأبرز لأردوغان، كمال كليجدار أوغلو يعني "تحسناً سريعاً" في موقف زعيم "حزب الشعوب الديمقراطي" المحتجز صلاح الدين دميرطاش.
لكن مع ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية التي حقق فيها تحالف "الجمهور" (أردوغان وحلفاؤه) أغلبية مريحة مخالفة للتوقعات، وبعد حصول أردوغان على 49.4% من الأصوات متقدماً على حساب أوغلو (44.9 %)؛ استبدلت "الإيكونوميست" غلافها، ووضعت بدلاً منه صورة تنين تشير إلى صعود الاقتصاد الصيني.
إلى جانب تغيير المجلة لغلافها، كتبت "الإيكونوميست" في تعليقها على نتائج الانتخابات التركية، إن النتائج "حملت في مآلها أسوأ نتيجة تصورتها قوى المعارضة في البلاد".
أضافت المجلة أنه "قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بدا أن المتنافسين سيبلغون فيها نسب أصوات متقاربة، لكن بحلول الساعة الثانية من صباح يوم الإثنين 15 مايو/أيار، وبعد أن فُتح أكثر من 96% من صناديق الاقتراع، تبين أن كمال كليجدار أوغلو، لم يحصل إلا على نسبة 44.9% فقط من الأصوات في الانتخابات الرئاسية".
أشارت المجلة إلى أنه رغم أن النسبة التي حصل عليها كليجدار أوغلو تؤهله لخوض جولة إعادة، فإن "نسبة الأصوات التي حصل عليها زعيم المعارضة كانت أقل بكثير مما توقعته استطلاعات الرأي المقربة من المعارضة، والتي توقعها كليجدار أوغلو نفسه"، بحسب قول المجلة.
المجلة نوهت أيضاً إلى أن أداء تحالف "الأمة" (كليجدار وحلفائه) جاءت أشد سوءاً في التصويت البرلماني، وقالت إن "آخر النتائج تشير إلى أن التحالف لن يحصل إلا على نسبة 35% فقط من الأصوات، وهو ما يعني بمقتضى حسابات النظام الانتخابي المعقد في تركيا أن التحالف سيحصل على نحو 211 من أصل 600 مقعد بالبرلمان".
أضافت "الإيكونوميست" بأن كتلة تحالف "الجمهور" التي يقودها حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تمكنت من الحصول على نسبة 45.8% من الأصوات، وهي نسبة تكفي للاحتفاظ بأغلبية مريحة (تقدر بنحو 319 مقعداً).
التبدل في خطاب "الإيكونوميست" وصل إلى حد الإشارة إلى أن نتائج كليجدار أوغلو "جاءت مخيِّبة لأنصاره في الداخل والخارج"، مشيرةً إلى أن أوغلو بات يحتاج إلى استمالة جميع ناخبي المرشح الثالث للرئاسة سنان أوغان (5.3% من الأصوات)، ليحظى بفرصة للفوز في الجولة الثانية، وقالت المجلة إن ذلك يبدو مستبعد الحدوث.
أضافت الصحيفة أن أردوغان "يبدو أنه المرشح الأوفر حظاً للفوز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية".
أظهرت نسبة المشاركة الكبيرة في الانتخابات أن الأتراك لم يتخلوا عن الديمقراطية، فقد ذهب أكثر من 88% من الناخبين المؤهلين إلى صناديق الاقتراع في 14 مايو/أيار، وهي نسبة مرتفعة للغاية بجميع المقاييس. وعلى الرغم من التوترات الشديدة، لم تقع أية حوادث عنف في يوم الانتخابات.
في غضون ذلك، ذهبت وكالة The Associated Press أيضاً إلى احتفاظ أردوغان بالأغلبية في أصوات الرئاسة والبرلمان من المرجح أن يزيد من فرصه في الفوز بالجولة الثانية من التصويت، خاصة أنه من المتوقع أن يدعمه مزيد من الناخبين لتجنب أي انقسام بين السلطة التنفيذية (الممثلة في الرئاسة) والتشريعية (البرلمان).
يُشار إلى أنه في حال اللجوء إلى جولة ثانية من انتخابات الرئاسة في تركيا، فستجرى يوم 28 مايو/أيار 2023، وسيتنافس فيها أردوغان وكليجدار أوغلو.