دعت المملكة العربية السعودية، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني إلى القمة العربية المقررة في 19 مايو/أيار 2023 بجدة، في حين يستأنف طرفا النزاع في السودان المحادثات بالمملكة يوم غد الأحد، 14 مايو/أيار.
وشهدت مدينة جدة، خلال الأيام الماضية مفاوضات بين الجيش السوداني، الذي يقوده البرهان، وقوات الدعم السريع التي يترأسها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، حيث حضر لـ "جدة" وفدان ممثلان عن الطرفين المتنازعين.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي سعودي، أن المملكة أكدت أن طرفي النزاع في السودان سيستأنفان المحادثات في جدة الأحد.
الدبلوماسي السعودي الكبير، أوضح أيضاً أن المحادثات في جدة ستركز على وضع خطة للمساعدات الإنسانية بالسودان، مشيراً إلى أن ممثلين عن طرفي الأزمة في السودان سيبقون في مدينة جدة.
كما قال الدبلوماسي إن المملكة دعت رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلى قمة جامعة الدول العربية المقرر عقدها بجدة في 19 مايو/أيار.
وأسفر الصراع الذي اندلع فجأة منذ شهر عن مقتل المئات وفرار أكثر من 200 ألف إلى دول مجاورة، وكذلك نزوح 700 ألف آخرين داخلياً، كما تسبب في خطر تدخل قوى خارجية وزعزعة استقرار المنطقة.
فيما قال دبلوماسيان آخران من الخليج إنه على الرغم من دعوة البرهان لحضور قمة جدة فإنه ليس من المتوقع أن يغادر السودان، وذلك لأسباب أمنية.
كما أشار الدبلوماسي السعودي إلى أن توجيه الدعوة للبرهان جاء لأنه رئيس مجلس السيادة السوداني، الذي كان من المفترض أن يشرف على عملية انتقال إلى الحكم المدني كانت مزمعة قبل اندلاع الصراع.
وبواجه البرهان الآن في الصراع نائبه في رئاسة المجلس، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.
اتفاق جدة
وفي وقت سابق، وقّع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على اتفاق أولي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، على أن يكون مبدئياً تتبعه جولات أخرى من النقاشات، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
نصّ إعلان الاتفاق على 7 بنود، أهمها الالتزام بحماية المدنيين كشرط أساسي، ويؤكد التزام الجانبين بسيادة السودان ووحدته.
كما اتفق الطرفان على أن مصالح وسلامة الشعب السوداني أولوية رئيسية، والالتزام بضمان حماية المدنيين السودانيين في جميع الأوقات، والسماح بمرور آمن للمدنيين في السودان لمغادرة مناطق الأعمال العدائية، والامتناع عن تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية، وإجلاء الجرحى والمرضى دون تمييز، والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بذلك.
وأكدا أن ذلك جاء إدراكا من المعنيين بضرورة تخفيف المعاناة عن كاهل الشعب والناجمة عن القتال في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023، ولا سيما في العاصمة الخرطوم، وتلبية لمتطلبات الوضع الإنساني الراهن الذي يمر به المدنيون.
كما شدد الموقعون على التزامهم بالخطوط الأساسية بموجب القانون الدولي الإنساني لتيسير العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات المدنيين، على ألا يؤثر ذلك على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي للأطراف الموقعة عليه، ولن يرتبط بالانخراط في أي عملية سياسية.
ولاقى إعلان جدة الذي وقعه طرفا النزاع في السودان ترحيباً عربياً من دول ومنظمات، الجمعة، أعربوا عن أملهم أن يكون بداية لحل الأزمة السودانية المندلعة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن الإمارات ومصر وقطر والكويت والأردن والبحرين وليبيا ومجلس التعاون الخليجي والبرلمان العربي والجامعة العربية، بشأن الإعلان الذي عرف باسم "إعلان جدة" ورعته السعودية والولايات المتحدة.