كشفت بيانات جديدة من الأمم المتحدة أنَّ أكثر من 150 ألف شخص فرّوا من السودان منذ انزلاق البلاد في الصراع الشهر الماضي، بينما تضاعف عدد النازحين داخلياً في أسبوع واحد، إذ تشتتت العائلات، والعديد منها إلى مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، وتشاد في الغرب، وإثيوبيا في الشرق.
ويُتوقع وصول عدد اللاجئين السودانيين إلى البلدان المجاورة إلى نحو 860 ألف شخص، بحلول أكتوبر/تشرين الأول من العام الحالي، إذ أخبر عمال الإغاثة على الأرض صحيفة The Daily Telegraph البريطانية بأنَّ معظم الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال الصغار، ولا يحملون سوى ملابسهم وكميات صغيرة من الطعام. بينما يحتمي الآلاف في العراء.
وقال يوجين بيون، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "لقد عدت لتوّي من الحدود التشادية، يبدو الوضع مروعاً حقاً. غالبية الوافدين الجُدد هم من الأطفال. هناك كثير من الأمهات العازبات اللائي أتين مع 7 أو 8 أطفال. في حين قُتِل أزواجهن أو اختفوا"، وأضاف المتحدث: "هناك أطفال وأيتام يأتون بمفردهم. ويحاولون العثور على أقارب".
معارك دامية في السودان
فيما اجتاحت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية أجزاء كبيرة من البلاد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص، وإصابة ما لا يقل عن 5000 شخص وإطلاق العنان لكارثة إنسانية.
وتجدد العنف بين المجتمعات المحلية في دارفور، غربي السودان؛ مما أجبر 30 ألف لاجئ على النزوح إلى تشاد، ومن المتوقع وصول حوالي 100 ألف آخرين خلال الأسابيع المقبلة. وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها ستحتاج إلى إنشاء 5 مخيمات جديدة لإيوائهم.
وأوضح المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "يبني اللاجئون ملاجئاً مؤقتة بكل ما يمكنهم العثور عليه – الأشجار والأغصان المكسورة. وتتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية خلال النهار، وليس هناك ما يكفي من الطعام ولا الماء".
حليمة يعقوب إسحاق هي واحدة من اللاجئين السودانيين الذين فروا إلى تشاد مع أطفالها الخمسة؛ في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يسافر اللاجئون عبر الأراضي الصحراوية، وقالت حليمة لوكالة Reuters للأنباء، أثناء جلوسها مع نساء وأطفال وصلوا حديثاً، بعضهم من الأيتام: "نعتمد كلياً على الطعام الذي تقدمه لنا الأسر التشادية".
وبعد مرور شهر على الصراع، يتزايد اليأس بين اللاجئين. واستخدم الجنود التشاديون السياط، يوم الأحد 7 مايو/أيار، لضرب عشرات النساء اللائي بدأن في الاستيلاء على أكياس المؤن في كفرون، وهي قرية حدودية أخرى، عندما رأوا أن الإمدادات التي جلبتها مجموعة إغاثة تركية تنفد.
ترحيب عدائي ضد اللاجئين السودانيين!
وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة The Guardian، يوم السبت، 6 مايو/أيار، أنَّ اللاجئين الذين وصلوا إلى مصر واجهوا ترحيباً عدائياً، حيث لم يكن هناك طعام وماء ودورات مياه عند المعبر. واتُهِم مسؤولو أمن الدولة باحتجاز الشباب لساعات.
فيما تقول الوكالات الإنسانية إنها تسارع إلى إقامة معسكرات إغاثة قبل بدء موسم الأمطار في يونيو/حزيران، وتخشى أنَّ الفيضانات المحتملة على نطاق واسع يمكن أن تعرقل جهود الإغاثة.
وتواجه إفريقيا مجموعة من الأزمات المتفاقمة منذ سنوات – من زيادة موجات الجفاف والفيضانات إلى قائمة متزايدة من النزاعات المسلحة – التي شهدت ارتفاعاً في الطلب على المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح أندرو ميتشل، وزير الدولة البريطاني للتنمية وإفريقيا: "لديك قوس ضخم من البؤس عبر هذا الجزء من إفريقيا، والسودان هو أحدث أزمة تضاف إلى ذلك من الناحية الإنسانية".
ووفقاً لتقدير داخلي لمنظمة الأمم المتحدة، سيحتاج 5 ملايين شخص إضافي في السودان الآن إلى مساعدات طارئة، نصفهم من الأطفال.
ومع ذلك، يُظهِر تحليل أجرته Reuters لبيانات تمويل الأمم المتحدة لإفريقيا أنَّ الدعم المالي من الحكومات المانحة الرئيسية، ومنها بريطانيا وكندا والنرويج، آخذ في التراجع.