أرسلت الولايات المتحدة، الأربعاء 10 مايو/أيار 2023، 24 ألف رجل أمن إلى حدودها البرية، استعداداً للرفع الوشيك لإجراء صحي كان معمولاً به منذ بداية جائحة فيروس كورونا، وأتاح الترحيل الفوري للمهاجرين العابرين براً نحو أراضيها، في حين أظهرت بيانات أن عدد النازحين وصل إلى عدد قياسي العام الماضي، حيث سجل 71.1 مليون حول العالم.
إذ أقر وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس بأن "الأيام والأسابيع المقبلة" قد تكون "صعبة جداً"، مشيراً إلى أن السلطات رصدت بالفعل "عدداً كبيراً" من المهاجرين الوافدين إلى الحدود.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أقر قبل يوم بأن الوضع قد يصبح "فوضوياً"، عندما يتوقف العمل بالإجراء المسمى "تايتل 42″، الخميس الساعة 23,59 بتوقيت واشنطن (الجمعة الساعة 03,59 بتوقيت غرينيتش).
ويمنع هذا الإجراء تقديم طلب لجوء في الولايات المتحدة، ويتيح ترحيل المهاجرين إلى المكسيك فوراً بحجة مكافحة كوفيد-19.
وشهدت مدن حدودية مثل براونزفيل ولاريدو وإل باسو وصول عدد كبير من المهاجرين، معظمهم من أمريكا اللاتينية، ولكن أيضاً من الصين وروسيا وتركيا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
في الجانب الآخر من الحدود، في سيوداد خواريز وماتاموروس، كان مئات الأشخاص يهرعون لمحاولة دخول الولايات المتحدة من أجل طلب اللجوء، خشية أن يؤدي التغيير في القواعد السارية إلى منعهم من ذلك لمدة خمس سنوات.
تشديد شروط اللجوء
وسعياً منها إلى مساعدة السلطات المحلية، أعلنت الحكومة الأمريكية، الأربعاء، نشر "أكثر من 24 ألفاً من عناصر إنفاذ قانون، فضلاً عما يزيد على 1100 منسق" من شرطة الحدود. ويضاف إليهم 1500 جندي نشرتهم وزارة الدفاع على الحدود لمؤازرة 2500 موجودين هناك.
إلى ذلك، وضعت وزارتا العدل والأمن الداخلي لمسات أخيرة على قيود جديدة تتعلق بحق اللجوء، أُعلن عنها في فبراير/شباط، وسيجري التشاور بشأنها قبل دخولها حيز التنفيذ مساء الخميس. وقبل أن يصلوا إلى الحدود، سيتوجّب على الراغبين في طلب اللجوء- ويُستثنى منهم القُصّر غير المصحوبين- أن يحصلوا على موعد يُحدَّد من خلال تطبيق هاتفي وضَعَهُ حرس الحدود.
وخلافاً لذلك، ستُعتبَر طلباتهم غير شرعية، وقد يخضعون لإجراءات ترحيل عاجلة تمنعهم من دخول الأراضي الأمريكية لمدة خمس سنوات. وتثير هذه التغييرات ارتباكاً كبيراً لدى الحالمين بالوصول إلى الولايات المتحدة. وقوبلت هذه الإجراءات الجديدة بانتقادات شديدة من جمعيات معنية بالدفاع عن المهاجرين.
عدد النازحين حول العالم
على جانب آخر، أظهرت بيانات الخميس، 11 مايو/أيار 2023، أن عدد النازحين وصل إلى عدد قياسي العام الماضي، إذ سجل 71.1 مليون حول العالم، بسبب صراعات مثل الحرب في أوكرانيا، وتبعات تغير المناخ، مثل السيول والفيضانات التي شهدتها باكستان.
إذ قال مركز رصد النزوح الداخلي، ومقره جنيف، إن العدد يشكل زيادة نسبتها 20% منذ عام 2021، مع محاولة عدد غير مسبوق من الناس الفرار بحثاً عن الأمان والمأوى.
المركز أضاف أن ما يقرب من ثلاثة أرباع النازحين في العالم يعيشون في 10 دول، منها سوريا وأفغانستان والكونغو الديمقراطية وأوكرانيا والسودان، بسبب الصراعات التي تسببت في عمليات نزوح كبرى في 2022، مشيراً إلى أن الحرب في أوكرانيا تسبب في نزوح ما يقرب من 17 مليوناً العام الماضي.
وتسبب الصراع والعنف في نزوح 28.3 مليون حول العالم، وهو رقم أعلى بثلاثة أمثال عن المتوسط السنوي للعقد المنصرم، وفقاً للمركز.
كما أشار المركز إلى أن العدد الأكبر للنازحين في العام الماضي، والذي بلغ 32.6 مليون، جاء بسبب كوارث منها الفيضانات والجفاف والانهيارات الأرضية.
بدوره، قال يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، الذي أسس المركز عام 1998، إن "الصراعات والكوارث تضافرت العام الماضي، لمفاقمة أوجه الضعف وعدم المساواة القائمة بين الناس، ما أطلق شرارة موجة نزوح على نطاق لم نشهده من قبل".
إيجلاند أضاف "كما تسببت الحرب في أوكرانيا في أزمة أمن غذائي عالمية، أضرت بالنازحين بأسوأ درجة. هذه الظروف مجتمعة قوضت تقدماً كان قد تحقق على مدى سنوات لتقليل الجوع وسوء التغذية حول العالم".