أحيا العشرات ذكرى النكبة الفلسطينية في إحدى غرف مبنى الكونغرس الأمريكي، مساء الأربعاء 10 مايو/أيار 2023، بدعوة من النائبة الأمريكية الفلسطينية رشيدة طُليب، على الرغم من محاولة رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، منع ذلك، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
ومساء الثلاثاء 9 مايو/أيار، بعدما بدأت أنباء إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة تنتشر في وسائل الإعلام اليمينية الأمريكية، صرح مكارثي بأنه حجز مركز زوار الكابيتول حيث كان من المقرر إقامة الحدث.
وقال مكارثي: "ما دمت أنا رئيس مجلس النواب، فسوف نقدم لإسرائيل دعماً صريحاً ومن الحزبين لحقها في تقرير المصير والدفاع عن النفس".
ومع ذلك، بعد يوم من تصريحات مكارثي، نشرت عضوة الكونغرس رشيدة طُليب، وهي متحدثة بارزة في الحدث، على تويتر صوراً للحدث وعلّقت: "دع العناوين الرئيسية تقول: مكارثي يحاول محو فلسطين لكنه يفشل".
وقالت النائبة رشيدة لحشد من الحضور مساء الأربعاء: "هذا كونغرس الشعب ولكم جميعاً الحق في التواجد في هذا المجتمع وفي هذه المساحة".
ونظم حفل إحياء ذكرى النكبة -التي توافق 15 مايو/أيار من كل عام- منظمة الصوت اليهودي للعمل من أجل السلام، ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي ومعهد التفاهم في الشرق الأوسط، من بين آخرين، للتعرف على الطرد القسري للفلسطينيين على أيدي الميليشيات الصهيونية في عام 1948.
وإلى جانب تصريحات النائبة رشيدة، شارك في الحفل عدد من المتحدثين الفلسطينيين الذين ناقشوا تاريخ فلسطين وأحداث النكبة، كما حضر أيضاً العديد من الناجين من النكبة.
وقالت رشيدة، حسبما نقلت عنها منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي: "لا يجب أن يعيش أي طفل خائفاً مما سيسقط من السماء. لن يذهب الفلسطينيون إلى أي مكان. ولدينا الحق في سرد قصصنا عن نكبة عام 1948. وبالأخص الآن، لأنَّ النكبة لم تنتهِ أبداً".
"النكبة المستمرة"
وفي وقت سابق، الأربعاء، قدمت رشيدة طُليب أيضاً تشريعاً يدعو الكونغرس للاعتراف "بالنكبة المستمرة وحقوق اللاجئين الفلسطينيين".
ويدعو الإجراء، الكونغرس إلى "إدانة جميع مظاهر النكبة الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني"، بما في ذلك التهجير المستمر وهدم المنازل، وعنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.
وحصل التشريع على دعم من النواب: بيتي ماكولوم وإلهان عمر وألكساندريا أوكاسيو كورتيز وجمال بومان وكوري بوش، الذين أيدوا جميعاً مشروع قانون مماثل قدمته النائبة رشيدة العام الماضي 2022.
كانت رشيدة طليب، وهي مشرّعة أمريكية من أصل فلسطيني، من أجرأ السياسيين الأمريكيين في تناولها لحقوق الفلسطينيين، وقد دعت مراراً وتكراراً إلى تقييد المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
وفي عامها الأول في الكونغرس، منعت إسرائيل المُشرّعة التقدمية من زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وغالباً ما أثار دعمها للفلسطينيين وانتقادها لإسرائيل غضب الجماعات الموالية لإسرائيل مثل إيباك ورابطة مكافحة التشهير، اللتين نشرتا تغريدات دعم لمحاولة مكارثي لمنع وقوع الحدث.
وخلال انتخابات الكونغرس في 2022، حاولت لجنة العمل السياسي المؤيدة لإسرائيل إنفاق مليون دولار لانتزاع مقعد رشيدة طُليب، لكنها فشلت في النهاية، بعدما فازت نائبة الكونغرس بسهولة في سباقها.