قررت محكمة باكستانية، الأربعاء 10 مايو/أيار 2023، توقيف رئيس الوزراء السابق عمران خان 8 أيام على ذمة التحقيق في "قضية فساد"، فيما ذكرت محطة جيو نيوز التلفزيونية الباكستانية أن محكمة وجهت لائحة اتهام لرئيس الوزراء السابق عمران خان تتعلق ببيعه هدايا حكومية بشكل غير قانوني خلال فترة رئاسته للوزراء من 2018 إلى 2022 في وقت شارك أنصار رئيس الوزراء السابق الأكثر شعبية بباكستان في احتجاجات واسعة تخللتها اشتباكات مع الشرطة وتوفي على إثرها 3 قتلى كما تم توقيف أكثر من 1200 شخص.
تأتي لائحة الاتهام في أعقاب قرار صدر عن لجنة الانتخابات الباكستانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدان خان ببيع هدايا رسمية بشكل غير قانوني ومنعه من تولي أي منصب عام حتى الانتخابات القادمة، فيما ينفي خان ارتكاب أي مخالفات.
أنصار عمران خان غاضبون
وبالتزامن مع الاحتجاجات الغاضبة، أوقفت السلطات في باكستان خدمات الإنترنت على الهواتف المحمولة لليوم الثاني وتعطلت مواقع تويتر ويوتيوب وفيسبوك، فيما حاولت قوات الأمن استعادة النظام بعد أعمال عنف أسفرت عن مقتل شخص شارك في الاحتجاجات في ساعة متأخرة من أمس الثلاثاء.
ودعا الحزب عمران خان "حركة الإنصاف" أنصاره إلى الاحتشاد في العاصمة وإلى "إغلاقٍ" في جميع أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
وفرضت السلطات حالة طوارئ في ثلاثة من أقاليم البلاد الأربعة؛ مما يعني حظر كافة التجمعات بعد الاشتباكات التي دارت بين أنصار خان والشرطة.
اعتقال عمران خان في باكستان
وفي وقت سابق، قالت الشرطة الباكستانية إن رئيس الوزراء السابق عمران خان لن يُنقل للمثول أمام المحكمة، وإن جلسة محاكمته ستُعقد في مكان احتجازه، ويأتي هذا بعد أن اعتقلت قوة شبه عسكرية المسؤول الباكستاني السابق أثناء مثوله أمام المحكمة العليا بالعاصمة إسلام أباد بتهم فساد.
فؤاد شودري، المسؤول البارز بحزب "تحريك إنصاف"، قال في وقت سابق على تويتر، إن عمران خان (72 عاماً) اعتُقل من أمام مبنى المحكمة من قِبل عملاء من هيئة مكافحة الفساد في البلاد، المعروفة باسم "مكتب المحاسبة الوطني"، وأضاف أن خان "اقتيد خارج المحكمة إلى سيارة للشرطة"، واصفاً الواقعة بأنها بمثابة "اختطاف".
وتداولت مواقع محلية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توثق عملية اعتقال خان، حيث أظهرت اللقطات المنشورة عدداً كبيراً من قوات الأمن وهي تسحب عمران نحو السيارة لاعتقاله.
وسبق أن أطيح بخان في اقتراع لحجب الثقة، أجراه البرلمان في أبريل/نيسان من العام 2022، ويقول عمران خان إن عزله من منصبه كان إجراء "غير قانوني ومؤامرة غربية"، وشنّ على إثره حملة ضد حكومة خليفته رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف.
كان نجم الكريكيت السابق عمران خان رئيساً للوزراء من 2018 إلى 2022، حينما أُطيح به من منصبه في تصويت برلماني. ومنذ ذلك الحين يطالب بإجراء انتخابات جديدة، ويقيم احتجاجات في أنحاء البلاد للضغط من أجل قضيته.
يعد خان رئيس الوزراء الوحيد الذي أُطيح به بتصويت على حجب الثقة في تاريخ باكستان السياسي المتقلب منذ 75 عاماً، ويواجه عدداً كبيراً من القضايا المرفوعة ضده، تتراوح بين الإرهاب ومحاولة القتل وغسل الأموال. ورُفعت معظم القضايا التي يصفها خان بأنها "صورية" بعد الإطاحة به.