جدّد الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة المحاصر، مساء الثلاثاء 9 مايو/أيار 2023، للمرة الثانية خلال اليوم، حيث نفذ غارات استهدف بها سيارة في بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب غزة، مما تسبب باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين.
بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فإن طائرة بدون طيار قصفت السيارة، وأن جثماني الشهيدين وصلا إلى مستشفى ناصر في خان يونس "أشلاء متفحمة".
من جانبه، قال جيش الاحتلال في بيان، إن "طائرة عسكرية استهدفت قبل قليل خلية مطلقي قذائف مضادة للدروع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي"، مشيراً إلى أن "الخلية كانت تستقل سيارة في طريقها إلى موقع الرمي في مدينة خان يونس".
بذلك، يرتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم إلى 15 شهيداً من بينهم 3 من كبار قادة حركة "الجهاد الإسلامي، و4 أطفال و4 سيدات، فضلاً عن عدد من المصابين.
حيث شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة فجر الثلاثاء، على قطاع غزة في عملية أطلقت عليها تل أبيب اسم "السهم الواقي"، فيما توعّدت فصائل فلسطينية الاحتلال بدفع الثمن، ودعت المجتمع الدولي لإدانة إسرائيل.
في بيان لها، أعلنت "سرايا القدس" عن اغتيال الاحتلال 3 من قادتها وزوجاتهم وعدداً من أبنائهم في غارات على غزة، والقادة هم "جهاد شاكر الغنام، أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، وخليل صلاح البهتيني، عضو المجلس العسكري قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، وطارق محمد عز الدين أحد قادة العمل العسكري بالضفة الغربية".
على إثر الغارات الإسرائيلية، قالت "حركة الجهاد" إن "خيارات المقاومة مفتوحة" للرد على الهجوم الإسرائيلي، وقال طارق سلمي، المتحدث باسم الحركة في بيان: "المقاومة لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال"، مضيفاً: "القصف سيقابله قصف، والاعتداء سيُقابل باعتداء، وهذه الجريمة لن تمر دون رد".
تهديد باغتيال السنوار
من جانب آخر، هدد وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، باغتيال رئيس حركة "حماس" بقطاع غزة يحيي السنوار حال شاركت الحركة في رد محتمل من قبل "الجهاد الإسلامي" على اغتيال 3 من قادتها، وفق القناة (12) الإسرائيلية الخاصة.
وقال "كاتس" قبيل اجتماع المجلس "الكابينت" (المجلس الوزاري الأمني المصغر): إذا "تدخلت حماس، فسوف يتم اغتيال السنوار".
في سياق متصل، نقلت هيئة البث الرسمية عن كاتس قوله: "هناك رسالة واضحة هنا لحماس، إذا انضمت إلى العنف وأطلقت الصواريخ، فإن قيادة الحركة ستكون الهدف الأول"، وأضاف: "سنعمل على إلحاق الأذى بمن يؤذينا".
وتشهد إسرائيل حالة من الترقب، تحسباً لإطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ تجاهها رداً على اغتيال 3 من قادة حركة "الجهاد الإسلامي"، وقامت بإلغاء الدراسة في نطاق المستوطنات الواقعة على بعد 40 كم من القطاع، وبدأت عملية لإخلاء الآلاف من سكان مستوطنات "غلاف غزة" إلى فنادق في مدن إسرائيلية أخرى.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري اندلع بغزة عقب وفاة الأسير خضر عدنان القيادي في "الجهاد الإسلامي" داخل السجون الإسرائيلية، وانتهى التصعيد فجر الأربعاء 3 مايو/أيار، بالتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خرقته تل أبيب فجر اليوم باغتيال القادة الثلاثة.