كشف موقع Intelligence Online الفرنسي، الإثنين 8 مايو/أيار 2023، أن المكالمة الهاتفية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في 26 أبريل/نيسان، جاءت في الواقع لمجرد إضفاء الطابع الرسمي على حوار سري مؤقت بدأ قبل عدة أسابيع.
الموقع أشار إلى أنه منذ رحلة شي إلى موسكو في أواخر مارس/آذار، بدأ الرئيس الصيني وفريقه بالفعل الاتصال بالزعيم الأوكراني.
كما أوضح الموقع الاستخباراتي أنه بعد التأكيد على ضرورة إجراء المفاوضات في سرية تامة، وهو شرط وافق عليه زيلينسكي، استمر الحوار حتى أول مكالمة هاتفية رسمية.
ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، حافظت بكين دائماً على وجود موظفيها الأمنيين والدبلوماسيين على الأرض في كييف.
ووفقاً لمصادر موقع Intelligence Online، عندما ظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن في وسائل الإعلام، قبل وقت قصير من وصول شي جين بينغ إلى موسكو، مناشداً زيلينسكي رفض أي شكل من أشكال التسوية التي قد تقترحها الصين، وعلى وجه الخصوص إمكانية وقف إطلاق النار -الذي كان في ذلك الوقت مطروحاً للنقاش بين كييف وبكين- فسر العديد من المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الأمن العام الصينية حديث بايدن على أنه دليل على قدرة الولايات المتحدة على الاطلاع باستمرار على المعلومات المشتركة بين بكين وكييف.
وبالنسبة لبكين، يمثل اقتراح وقف إطلاق النار سيناريو مثالياً، يسمح بنسب الفضل إليها في وقف الصراع دون الاضطرار إلى التورط كثيراً في المفاوضات حول مراقبة الحدود بين البلدين.
وبعد شهر واحد فقط من سفره إلى موسكو، اكتشف فريق شي في بكين أنَّ التعامل مع روسيا يزداد صعوبة كل يوم.
وفي الواقع، يواصل فلاديمير بوتين محاولة تنمية ميزته التنافسية، لا سيما فيما يتعلق بمطالبته بالأراضي التي سيطر عليها. وبالنسبة لبكين، كلما طال التأخير في المفاوضات، ازدادت صعوبة تصور طريقة للخروج من الصراع تعود بالفائدة على الصين.