قررت إيران طرح بعضٍ من أقدم مواقعها التاريخية والعديد من الممتلكات الحكومية الأخرى في مزاد على الإنترنت؛ لتخفيف ديونها في مواجهة العقوبات المشددة المفروضة عليها، بحسب صحيفة The Times البريطانية، 8 مايو/أيار 2023.
وقوبل هذا القرار بهجوم من خبراء؛ إذ قال محمد غريبور، أحد المؤرخين المعماريين البارزين في إيران، إن هذا القرار "مقلق جداً ويبدو أنه اُتخذ على عَجَل".
وتعرض إيران للبيع أيضاً بعض جزرها وإقليم خوزستان الغني بالنفط، إلى جانب العديد من الممتلكات الحكومية الأخرى، لجمع الأموال.
مواقع معروضة للبيع
وأحد أهم هذه المواقع في قائمة المعروضات قلعة راين، وهي قلعة من الطوب اللبن في مقاطعة كرمان يعتقد أن عمرها 1000 عام، وربما يرجع تاريخ أساساتها إلى عصور ما قبل الإسلام.
ومن المواقع الأخرى المقر الريفي لناصر الدين ميرزا، أمير قاجار. وقد صودر المبنى من ورثة الأمير، مثل العديد من المباني الأخرى التي كانت مملوكة لأفراد ينتمون لعائلة بهلوي وقاجار وصودرت في أعقاب ثورة عام 1979 الإسلامية لتصبح ملكاً للحكومة.
ويقول غريبور إن المصالح المالية الخاصة بالملاك الأفراد كانت تطغى على مسألة الحفاظ على التراث.
وتابع: "من الأمثلة التي تتبادر إلى الذهن حمام خسرو آغا في أصفهان الذي يعود تاريخه إلى العصر الصفوي، وقد تعرض للتخريب عام 1995 دون أن يتحمل أحد المسؤولية. ولو بيعت هذه القائمة الجديدة من المواقع لملاك جدد محتملين، فلا شك أنها ستكون عرضة لخطر التخريب أيضاً".
تهديدات تحيط بالمواقع التاريخية
وبسبب نقص الموارد والاقتصاد المتدهور، تُرك العديد من المواقع الأثرية في البلاد دون اهتمام.
وفي عام 2021، أشارت تقارير حالة الحفظ الصادرة عن اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي إلى أن "التطوير العمراني التجاري" و"البنية التحتية للنقل تحت الأرض" و"خطر الانهيار" من ضمن تهديدات عديدة تحيط بالمواقع الـ26 المسجلة في اليونسكو.
وفي بعض الحالات، تُحوَّل المباني الأثرية إلى فنادق ومطاعم، ولكن لا يزال الاحتمال قائماً بأن تؤدي هذه التعديلات أيضاً إلى الإضرار بالمباني المجاورة لو لم تحدث تحت إشراف خبير.
وتراجعت قيمة الريال الإيراني مؤخراً إلى أدنى مستوياتها التاريخية، بسبب العقوبات والقمع الوحشي خلال أشهر من الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني التي لقيت حتفها أثناء احتجازها في سبتمبر/أيلول.
برنامج الخصخصة
وارتفع معدل التضخم إلى أكثر من 50% وأصبح نصف المواطنين على الأقل تحت خط الفقر مع تفاقم الوضع.
إذ تقول مريم سينايي، الصحفية البريطانية-الإيرانية التي تكتب لصالح قناة إيران إنترناشونال، إن برنامج الخصخصة يقوده الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وفريقه الذين يبذلون قصارى جهدهم لتحويل الممتلكات العامة إلى نقود سائلة في ظل انهيار الاقتصاد.
وأضافت: "هو طريقة لتوليد الثروة والإنتاج في إيران، لكنه لا يحظى بثقة المواطنين الذين شهدوا هذه الخصخصة الفاسدة في السنوات الخمس عشرة الماضية حين كانت ممتلكات الدولة تُباع بأسعار بخسة لأصحاب النفوذ".