بدأت المحادثات الأولية، السبت 6 مايو/أيار 2023، بين ممثلين عن الجيش السوداني وممثلين عن قوات "الدعم السريع" في مدينة جدة، في محاولة لإنهاء الاقتتال الحاصل بين طرفي النزاع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، والذي تسبب بوفاة المئات وعمليات نزوج واسعة.
جاء ذلك بحسب ما أورده بيان سعودي أمريكي مشترك، ونقلته وكالة الأنباء السعودية، وذكر أن الرياض وواشنطن ترحبان ببدء المحادثات الأولية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، وأن البلدين يحثان كلا الطرفين على الانخراط الجاد في المحادثات ورسم خارطة طريق لوقف العمليات العسكرية.
أشارت السعودية والولايات المتحدة في البيان أيضاً إلى "جهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات، بما في ذلك مجموعة دول الرباعية وجامعة الدول العربية والآلية الثلاثية".
كما دعا البيان المشترك إلى "استمرار الدعم الدولي المنسق لعملية مفاوضات موسعة يجب أن تشمل المشاركة مع جميع الأطراف السودانية".
تُعد المبادرة الأمريكية السعودية أول محاولة جادة لإنهاء القتال الدائر منذ ثلاثة أسابيع، الذي حوّل أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب، وعرّض الانتقال السياسي الهش في البلاد للخطر، بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت لسنوات.
كان الجيش السوداني قد قال إنه أرسل وفداً إلى جدة مساء أمس الجمعة، لكن المبعوث الخاص للجيش، دفع الله الحاج، قال إن الجيش لن يعقد محادثات مباشرة مع أي وفد ترسله قوات الدعم السريع، التي يصفها الجيش بـ"المتمردة".
من جانبه، أكد قائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، مشاركة القوات في محادثات جدة، وقال في بيان، الأحد 6 مايو/أيار 2023، إنه يأمل في "وصول المحادثات إلى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات إنسانية، تُمكن المواطنين من الحصول على الخدمات الأساسية".
مساء الجمعة، 5 مايو/أيار 2023، كشفت الخارجية السعودية عن استعداد بلادها لاستضافة ممثلي الجيش و"الدعم السريع" بجدة، لبحث التهدئة، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير خارجية المملكة، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، ضمن جهود مبادرة البلدين، دون تحديد موعد.
أوضحت الخارجية السعودية أن محادثات الجانبين "تهدف لتهيئة الأرضية اللازمة للحوار لخفض مستوى التوترات هناك، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه".
كان التنسيق السعودي الأمريكي قد أسهم في إقرار أكثر من هدنة بالسودان، شهدت "خروقات"، وفق اتهامات متبادلة عن المسؤولية عن ذلك.
يأتي هذا فيما أطلقت الأمم المتحدة جرس إنذار بشأن الوضع الإنساني في السودان، ونقل نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن برنامج الأغذية "يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقداناً حاداً في الأمن الغذائي في السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص".
هذا سيرفع العدد الإجمالي للذين يعانون من فقدان حاد بالأمن الغذائي إلى 19 مليوناً، في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة، في حال استمر النزاع الحالي، بحسب الأمم المتحدة.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، أسفر القتال بين طرفي النزاع بالسودان عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).
يُذكر أن قوات "الدعم السريع" أُسّست في 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت عدة مهام منها مكافحة الهجرة غير القانونية عبر الحدود وحفظ أمن البلاد.