تشهد بريطانيا، السبت 6 مايو/أيار 2023، تتويج تشارلز الثالث ملكاً للبلاد، وذلك في أكبر احتفال رسمي تشهده المملكة منذ 70 عاماً، ويتمثل في عرض يتسم بالفخامة لمهرجان يعود تاريخه إلى ألف عام، وسط حضور قادة دول وشخصيات مرموقة.
تولى تشارلز حكم بريطانيا خلفاً لوالدته الملكة إليزابيث، عقب وفاتها في سبتمبر/أيلول 2022، وسيصبح في سن الرابعة والسبعين كأكبر ملك بريطاني يضع على رأسه تاج سانت إدوارد، المصنوع منذ 360 عاماً، عندما يجلس على كرسي العرش الذي يعود إلى القرن الرابع عشر في كنيسة وستمنستر في لندن.
سيُتوج تشارلز على غرار 40 من أسلافه في كنيسة وستمنستر، التي شهدت جميع مراسم التتويج بالبلاد منذ وليام الفاتح في 1066، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
كذلك ستتوج زوجته الثانية كاميلا (75 عاماً)، ملكة قرينة خلال المراسم التي تستمر ساعتين، ورغم أن المراسم تضرب بجذورها في التاريخ، فإن القائمين عليها سيحاولون تقديم صورة لنظام ملكي وأمة يتطلعان إلى المستقبل.
من المتوقع أن يصطف الآلاف في الشوارع، وسيتابع الحدث الملايين في المنازل وفي جميع أنحاء العالم عبر شاشات التلفزيون، وفي بداية المراسم سيتوجه تشارلز وكاميلا من قصر بكنغهام إلى كنيسة وستمنستر في عربة اليوبيل الماسي، ومن المقرر أن تبدأ المراسم في الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت غرينتش.
عند وصول الملك إلى الدير سيتربع على كرسي سانت إدوارد، وسيؤدي اليمين ليحكم بالعدل ويدعم كنيسة إنجلترا، التي هو رئيسها الفخري، قبل الجزء الأكثر قداسة من المراسم عندما يمسح رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، على يديه ورأسه وصدره بالزيت المقدس، الذي تم تكريسه في القدس.
بعد تقديم تشارلز بشعارات رمزية سيضع ويلبي تاج القديس إدوارد على رأسه، وسط صياح الحضور "حفظ الله الملك"، وبعد ذلك سيقدم ابنه الأكبر ووريثه الأمير وليام التحية راكعاً أمام والده، واضعاً يديه بين يدي الملك متعهداً بالولاء له.
كذلك سيدعو رئيس الأساقفة جميع الحاضرين في الكنيسة وفي جميع أنحاء البلاد لقسم الولاء لتشارلز، وهو عنصر جديد في التتويج ليحل محل التكريم الذي كان يؤديه كبار الدوقات وأقران المملكة بصفة تقليدية.
ستكون المراسم على نطاق أصغر من ذلك الذي أقيم خلال مراسم تتويج الملكة الراحلة إليزابيث في عام 1953، لكنها ستهدف مع ذلك إلى أن تكون مثيرة للانبهار، حيث ستضم مجموعة من الشعارات التاريخية، من كرات ذهبية وسيوف مرصعة بالجواهر إلى صولجان يحمل أكبر ماسة مقطوعة عديمة اللون في العالم.
بعد المراسم سيغادر تشارلز وكاميلا في العربة الملكية الذهبية البالغ وزنها أربعة أطنان، والتي صممت لجورج الثالث، آخر ملوك المستعمرات الأمريكية التي كانت خاضعة لبريطانيا، عائدين إلى قصر بكنغهام، في موكب يمتد طوله إلى ميل (1.6 كيلومتر)، ويضم 4 آلاف جندي من 39 دولة بالزي الرسمي الاحتفالي.
سيحضر مراسم التتويج نحو مئة من قادة الدول وكبار الشخصيات، ومنهم السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن، وسعى تشارلز أيضاً لأن تكون قائمة المدعوين، وعددهم 2300، أكثر تمثيلاً للمجتمع البريطاني، فدعا أفراداً من عامة الناس ليجلسوا إلى جنب رؤساء دول وملوك وأمراء من أنحاء العالم، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبعد العودة إلى قصر بكنغهام سيظهر أفراد العائلة المالكة بشكل تقليدي في الشرفة، بينما تحلق طائرات عسكرية، وستستمر الاحتفالات غداً الأحد، 7 مايو/أيار 2023، بإقامة حفلات في الشوارع على مستوى البلاد، وحفل موسيقي في منزل الملك بقلعة وندسور.