تعرّضت سيارة السفير التركي في الخرطوم، إسماعيل تشوبان أوغلو، السبت، 6 مايو/آيار 2023، لعملية إطلاق نار دون وقوع إصابات أو قتلى وسط تجدد المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، على الرغم من موافقة كل من طرفي الصراع على إرسال وفد إلى السعودية.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن طائرات الفريق أول عبد الفتاح البرهان وجهت ضربات جوية في حي الرياض بالخرطوم، بينما تستضيف جدة في اليوم نفسه المحادثات بين الطرفين المتحاربين، فيما أعلنت الولايات المتحدة والسعودية في بيان مشترك في وقت سابق "بدء محادثات أولية" في جدة بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وحضّ البلدان طرفَي النزاع السوداني على "الانخراط الجاد" في هذه المحادثات حتى التوصل إلى "وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع".
وأكد الجيش السوداني في بيان أن هذه المحادثات ستتناول "تفاصيل الهدنة" التي جددت أكثر من مرة، ولكن لم يتم الالتزام بها على الإطلاق. من جانبها، لم تعلق قوات الدعم السريع على ذلك.
وتملك السعودية، التي تمول الطرفين السودانيين، والولايات المتحدة التي مكنت السودان من العودة إلى المجتمع الدولي بإلغائها العقوبات التي كانت مفروضة عليه لعقود، وسائل ضغط كبيرة في هذه المحادثات.
وسطاء عديدون لحل الأزمة السودانية
تأتي هذه المحادثات بعد عدد من المبادرات الإقليمية الإفريقية التي قامت بها خصوصاً دول شرق إفريقيا عبر منظمة "الهيئة الحكومية للتنمية" (إيغاد)، أو العربية التي لم تثمر على ما يبدو.
ومن المقرر أن يبحث، الأحد، وزراء خارجية الدول العربية "الملف السوداني" الذي يبدو أنهم منقسمون بشأنه، بينما فقد الاتحاد الإفريقي أية أوراق منذ أن علق عضوية السودان عقب انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، على المدنيين عندما كانا حليفين في 2021.
وأسفرت المعارك الضارية المستمرة منذ 22 يوماً بين قوات الرجلين عن سقوط 700 قتيل و5 آلاف جريح، فضلاً عن نزوح 335 ألف شخص، ولجوء 115 ألفاً إلى الدول المجاورة.
والجمعة وحده، أوقعت المعارك 16 قتيلاً بين المدنيين، من بينهم 12 في الأبيض (300 كيلومتر جنوب الخرطوم)، وفق نقابة الأطباء.
ومنذ أيام، يقول موفد الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرثيس، إن الطرفين "على استعداد لبدء محادثات فنية" حول ترتيبات وقف إطلاق النار، مشيراً إلى السعودية كمكان محتمل لاستضافة تلك المناقشات.
وأضاف المسؤول الأممي أن المفاوضات السياسية حول مستقبل البلاد، التي خرجت في العام 2019 من ديكتاتورية عسكرية-إسلامية دامت 3 عقود قبل أن تخضع مرة أخرى لحكم العسكريين بعدها بعامين، لن تكون ممكنة إلا بعد وقف إطلاق نار حقيقي.
ومع استمرار المعارك، يخشى برنامج الأغذية العالمي من أن يعاني 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان، على خلفية النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة الجمعة.
ونقل نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن برنامج الأغذية "يتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقداناً حاداً في الأمن الغذائي في السودان ما بين مليونين و2,5 مليون شخص".
وأضاف "في مايو/أيار 2023، مع أخذ النزاع الراهن في الاعتبار (…) يمكننا أن نقدّر بأن العدد الإجمالي (لهؤلاء الأشخاص) سيرتفع إلى 19 مليوناً في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر النزاع".
ووفق تقرير برنامج الأغذية مطلع 2023، كان 16,8 مليون سوداني من إجمالي عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بزيادة مليون شخص عن العام الذي سبق.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية الأكثر تأثراً ستكون غرب دارفور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور.