يستغل زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، "مؤثرات" طفلات بعمر الـ11 عاماً للترويج لحياتهن المثالية على الشبكات الاجتماعية في محاولة لنشر دعاية كوريا الشمالية في العالم، بحسب تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية، الثلاثاء 2 مايو/أيار 2023.
الصحيفة أشارت إلى أنه رغم أن كوريا الشمالية واحدة من أكثر دول العالم عزلة- حيث يُحظر الإنترنت وتخضع السياحة لقيود صارمة- تحاول هؤلاء الفتيات الصغيرات الترويج لكوريا الشمالية على أنها دولة مزدهرة مليئة بفرص لا محدودة.
وسلّط تقرير الصحيفة على واحدة من هؤلاء المؤثرات، وهي فتاة في الـ11 من عمرها تتحدث الإنجليزية بطلاقة، ونجحت في جذب أكثر من 30 ألف مشترك، وشوهد مقطع فيديو تمهيدي لها أكثر من نصف مليون مرة.
وتظهر الفتاة، التي تُدعى سونغ أ، في أحد المقاطع وهي تقول: "مدينة بيونغ يانغ التي أعيش فيها جميلة ورائعة جداً، هل سبق أن زرتها؟ لو أتيت إلى هنا فستدهشك".
وتكشف سونغ أ، التي يُعتقد أنها ابنة دبلوماسي كوري شمالي كان يعمل في لندن، أن سبب إجادتها للغة الإنجليزية هو أن والدتها علّمتها إياها منذ عمر مبكر جداً.
وفيما تُظهر إجادتها للغة الإنجليزية بتسمية أجزاء مختلفة من جسدها، تلقي نظرة جانبية خاطفة، وطريقة إلقائها توحي غالباً بأنها تقرأ من شيء خلف الكاميرا.
ثم تضيف: "كتابي المفضل هو هاري بوتر، من تأليف جيه كيه رولينغ. وأراهن أن كتابكم المفضل هو هاري بوتر أيضاً، في المرة القادمة دعونا نتسابق لنر من لديه معلومات أكثر عن هاري بوتر".
إلى ذلك، يرى خبراء أن هذه المقاطع التي تظهر باستمرار "محاولة من بيونغ يانغ للتودد إلى الناس، ودفعهم إلى حب كوريا الشمالية".
إذ يقول كولين ألكسندر، المحاضر في مجال الاتصالات السياسية والمتخصص في سياسات شرق آسيا في جامعة نوتنغهام ترينت، لموقع MailOnline: "مقاطع الفيديو نفسها مثيرة للاهتمام لعدة أسباب، فهي عادةً ما تعتمد على الإناث، بقصد خلق إحساس بالبراءة، والفتاة الصغيرة تتحدث بلهجة إنجليزية جنوبية (وليست أمريكية)".
ألكسندر أضاف: "وهذا محير، لكنه مهم أيضاً، فربما ترى بيونغ يانغ أن هذه اللهجة دلالة عالمية على الاندماج، وذِكر هاري بوتر ربما يكون محاولة لإقامة روابط بين الشباب والأطفال حول العالم".
فيما تشارك مؤثرة أخرى مشهورة، تحمل اسم يومي، مقاطع فيديو تُظهر كوريا الشمالية دولة مليئة بالفرص تحت قيادة كيم جونغ أون.
وفي مقطع من هذه المقاطع، شوهد أكثر من 150 ألف مرة، كانت الفتاة تستكشف مثلجات متجر صغير.
وتقول يومي في بداية الفيديو: "أشعر ببعض التوتر وأنا في مواجهة الكاميرا، هيا بنا"، ثم تبدأ بعد ذلك في عرض النكهات المختلفة للمثلجات.
وبعد مغادرتها المتجر تضيف: "جميع المثلجات التي رأيتموها في المتجر تقريباً من مصنع أويل لمشروبات الصحة العامة، وقد بُني هذا المصنع بتوجيه من الرئيس كيم جونغ أون، الذي يحرص على تطوير وإنتاج المزيد من المشروبات والمأكولات الصحية المغذية لمواطني بيونغ يانغ".
لكن البضائع تبدو محدودة في واقع الأمر، فلا يظهر سوى صف واحد فقط من المعروضات في ثلاجة خلفها أثناء اختبار التذوق. والطاولات لم تكن ممتلئة كثيراً أثناء زيارتها لسوق سمك طازج في مقطع فيديو آخر.
ويُذكر أنه مطلع هذا العام، تحدثت مصادر من كوريا الشمالية عن نقص مزمن في الغذاء الذي نتج عن الجائحة والعقوبات المفروضة على البلاد بسبب برنامج بيونغ يانغ النووي.
في غضون ذلك، قال بارك سيونغ تشيول، الباحث في مركز قاعدة البيانات لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، لشبكة CNN إن مقاطع يومي "تبدو وكأنها مسرحية مُعدة جيداً، كتبتها حكومة كوريا الشمالية".