قال جيفري هينتون، الملقب بـ "الأب الروحي للذكاء الاصطناعي"، إنه سوف يستجيب لطلبات المساعدة من السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، والملياردير إيلون ماسك والبيت الأبيض، بعد أيام فقط من استقالته من شركة جوجل لتحذير العالم من مخاطر الذكاء الرقمي، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 4 مايو/أيار 2023.
حصل الدكتور جيفري هينتون (75 عاماً) على أعلى وسام في علوم الحاسب، وهي جائزة تورينج، في عام 2018 لعمله في "التعلم العميق"، جنباً إلى جنب مع يان ليكون من شركة ميتا، ويوشوا بنجيو من جامعة مونتريال.
وصرح هينتون لصحيفة The Guardian: "لدى حكومة الولايات المتحدة حتماً الكثير من المخاوف بشأن الأمن القومي. لكنني أميل إلى الاختلاف معها. على سبيل المثال، أنا متأكد من أنَّ وزارة الدفاع تعتبر أنَّ الأيدي الآمنة الوحيدة لهذه الأشياء هي وزارة الدفاع الأمريكية – المجموعة الوحيدة من الأشخاص الذين يستخدمون الأسلحة النووية بالفعل".
وقال هينتون: "أعتقد أنَّ الملكية الخاصة لوسائل الإعلام ووسائل الحوسبة ليست جيدة".
وأضاف: "إذا نظرت إلى ما تفعله جوجل في سياق النظام الرأسمالي، فإنها تتصرف على قدر المسؤولية التي يمكن توقعها منها. لكن هذا لا يعني أنها تحاول تعظيم المنفعة لجميع الأشخاص: فهي ملزمة قانوناً بتعظيم المنفعة لمساهميها، وهذا أمر مختلف تماماً".
انهيار الحضارة
وتحدث هينتون، يوم الإثنين 1 مايو/أيار، عن مخاوفه من أن يؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي إلى نهاية الحضارة في غضون 20 عاماً.
لكن عندما يتعلق الأمر بتقديم النصائح الملموسة، لم يعرف هينتون ماذا يقول. فقد علق: "أنا لست رجل سياسة، بل مجرد شخص أدرك فجأة أنَّ هناك خطر حدوث شيء سيئ حقاً. أتمنى لو كان لدي حل لطيف، مثل: فقط توقفوا عن حرق الكربون، وسنكون على ما يرام. لكن لا يمكنني رؤية حل بسيط من هذا القبيل".
في العام الماضي، أقنع التقدم السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي هينتون بالتعامل بجدية مع التهديد بأنَّ "الذكاء الرقمي" يمكن أن يحل يوماً ما محل الإنسانية.
وتابع هينتون: "على مدار الأعوام الخمسين الماضية، كنت أحاول صنع نماذج حاسوبية يمكنها تعلم أشياء تشبه إلى حد ما الطريقة التي يتعلم بها الدماغ؛ من أجل فهم أفضل لكيفية تعلم الدماغ للأشياء. لكن في الآونة الأخيرة ، قررت أنه ربما تكون هذه النماذج الكبيرة في الواقع أفضل بكثير من الدماغ".
وحذر: "نحن بحاجة إلى التفكير ملياً في هذا الأمر الآن، وإذا كان هناك أي شيء يمكننا فعله بشأنها. والسبب في أنني لست متفائلاً هو أنني لا أعرف أية أمثلة لأشياء أكثر ذكاءً تتحكم فيها أشياء أقل ذكاءً".
خطر الذكاء الاصطناعي
وحتى بعيداً عن الخطر الوجودي لهذا التقدم، لدى هينتون مخاوف أخرى بشأن النمو السريع في قوة نماذج الذكاء الاصطناعي، إذ استشهد بتأثير روبرت ميرسر، داعم شركة Cambridge Analytica الاستشارية، على الحملات السياسية على جانبي المحيط الأطلسي. وقد عملت الشركة لصالح حملة ترامب الانتخابية 2016، وخضعت للتحقيقات من لجنة الانتخابات الفيدرالية الأمريكية بشأن انتهاكات لقوانين الحملات الانتخابية.
وأوضح هينتون أنَّ ميرسر "أدرك قوة امتلاك الكثير من البيانات. وبدون بوب ميرسر، ربما لم يكن ترامب ليُنتخَب رئيساً".
وقال: "لا بد أنَّ بوب ميرسر قد فهم القدرة على التلاعب التي يمكن أن تمنحها لك البيانات الضخمة؛ لذا أعتقد أنَّ هذا كان له بالفعل عواقب وخيمة في هذا السياق".
وأشار هينتون أيضاً إلى أنَّ الحكومات الاستبدادية هي أكبر علامة خطر على أنَّ البشرية لن تكون قادرة على السيطرة على مخاطر الذكاء الاصطناعي قبل فوات الأوان.
وحذر: "هذه الأشياء تساعد الحكومات الاستبدادية في تدمير الحقيقة أو التلاعب بالناخبين".