قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 2 مايو/أيار 2023، موقعاً عسكرياً للفصائل الفلسطينية قرب الحدود شرق مدينة غزة، بينما انطلقت رشقات صاروخية من شمال وجنوب قطاع غزة باتجاه عدد من المستوطنات، مما أسفر عن إصابة إسرائيلي بجروح خطيرة في مستوطنة سديروت (جنوب).
وأعلنت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" في قطاع غزة مسؤوليتها عن إطلاق رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
في حين أعلن جيش الاحتلال في بيان، صباح الثلاثاء، أنه رصد إطلاق "3 قذائف صاروخية من غزة نحو إسرائيل، سقطت جميعها في منطقة مفتوحة ولم يتم اعتراضها وفق السياسة المتبعة".
استشهاد الأسير خضر عدنان
يأتي هذا التطور عقب إعلان استشهاد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير خضر عدنان داخل السجون الإسرائيلية، بعد 86 يوماً من إضرابه المفتوح عن الطعام؛ رفضاً لاعتقاله "الإداري".
والاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد 6 أشهر قابلة للتمديد.
بدورها، قالت الغرفة المشتركة، في بيان: "نعلن مسؤوليتنا عن دك ما يسمى مغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية الثلاثاء".
أضافت أن هذه الرشقات تأتي كـ"رد أوّلي على جريمة اغتيال الشيخ خضر عدنان، بعد معركة مشرفة من الإضراب عن الطعام خاضها بأمعائه الخاوية متحدياً السجن والسجان".
وأردفت أن "هذه الجريمة النكراء ستفجر ردوداً من أبناء الشعب الفلسطيني في كافة الساحات وأماكن الاشتباك"، مشددة على أن "قضية الشهداء وتضحيات الأسرى ستبقى على رأس أولويات قيادة المقاومة في كل الظروف".
الاحتلال يحذّر
في المقابل، حذر جيش الاحتلال من "التمادي في العدوان وارتكاب أي جريمة أو حماقة"، متوعداً بـ"أن ذلك لن يبقى دون رد"، وأشار إلى أنه رصد إطلاق 22 صاروخاً من قطاع غزة، الثلاثاء.
وقال الجيش في بيان: "تم إطلاق 22 قذيفة صاروخية من قطاع غزة نحو إسرائيل؛ حيث اعترضت القبة الحديدية أربع قذائف، بينما سقطت 16 قذيفة في مناطق غير مأهولة".
وسبق إطلاق الصواريخ سماع صافرات الإنذار في التجمعات الإسرائيلية بغلاف قطاع غزة المحاصر، وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" إنه "تم تسجيل إصابة خطيرة بسقوط صاروخ على بلدة سديروت في جنوبي إسرائيل"، دون مزيد من المعلومات.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أطلقت رشقات صاروخية من مدينة غزة وشمالي وجنوبي القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، وسبق ذلك قصف مدفعي إسرائيلي لموقعين عسكريين يتبعان للفصائل الفلسطينية؛ الأول شرق مدينة غزة والثاني شرق بلدة خزاعة جنوبي القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن هناك مخاوف من إطلاق فلسطينيين صواريخ من قطاع غزة بعد استشهاد الأسير خضر عدنان في السجن. وأشارت إلى أن "حالة تأهب قصوى أُعلنت في صفوف القوات المنتشرة في الضفة الغربية".
وصباح الثلاثاء، أعلنت مؤسسات فلسطينية رسمية وحقوقية عن استشهاد القيادي عدنان داخل السجون الإسرائيلية.
وعدنان (44 عاماً) من بلدة عرابة غرب جنين، وهو من قادة حركة "الجهاد الإسلامي" بالضفة الغربية، وشرع في إضراب مفتوح عن الطعام منذ اعتقاله يوم 5 فبراير/شباط الماضي، رفضاً لاعتقاله وللتهم الموجهة إليه، وعلى رأسها "التحريض"، وفق نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).
وخاض عدنان عدة إضرابات سابقة عن الطعام؛ في 2012 لمدة 66 يوماً، وفي 2015 لمدة 52 يوماً، وفي 2018 لمدة 59 يوماً، وفي 2021 لمدة 25 يوماً.