عبر أكثر من 100 ألف لاجئ حتى الآن من السودان إلى دول مجاورة، هرباً من الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، نقلاً عن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء 2 مايو/أيار 2023، بينما تجددت الاشتباكات بمحيط مناطق حساسة في العاصمة الخرطوم.
في وقت سابق حذرت الأمم المتحدة من أن 800 ألف شخص قد يفرون من السودان في ظل القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في العاصمة الخرطوم، رغم الهدنة المعلنة ووقف الدول الأجنبية عمليات الإجلاء.
توقع بنزوح مئات آلاف اللاجئين
حيث قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أولجا سارادو، في إفادة صحفية بجنيف: "يقدر عدد اللاجئين الذين عبروا الآن إلى الدول المجاورة، بما في ذلك اللاجئون السودانيون، بأكثر من 100 ألف لاجئ".
كما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة في الإفادة الصحفية نفسها أن 334053 شخصاً نزحوا داخل السودان منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تاريخ بداية الاشتباكات في العاصمة الخرطوم وولايات سودانية أخرى.
حيث قال بول ديلون، المتحدث باسم المنظمة: "في حالات كثيرة، تواجه القوافل الصغيرة نوعاً ما التحدي القائم بين الفصائل المتحاربة، وهو وضع صعب وخطير للغاية بالنسبة لأولئك الذين يشرعون في القيام بهذه الرحلات".
فيما من المتوقع أن يزور منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث السودان، الثلاثاء. وقال المتحدث باسمه إن إحدى أولوياته هي محاولة تحسين توصيل المساعدات الإنسانية من خلال ضمانات المرور الآمن.
كما قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية إن المنظمة أرسلت 6 حاويات تحتوي على إمدادات إلى بورتسودان، ولديها مخزونات من المساعدات تزن 30 طناً وتنتظر في دبي لإرسالها.
الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع
بينما تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الثلاثاء، في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، رغم موافقة الجانبين على تمديد الهدنة 72 ساعة. وأفاد شهود عيان بسماع دوي أصوات مدافع في مدن الخرطوم وبحري (شمال) وأم درمان (غرب).
كما ذكر الشهود أن الطيران العسكري التابع للجيش حلق بكثافة، مع سماع أصوات مضادات الطيران التابعة لقوات الدعم السريع. وأبلغ الشهود بسقوط مقذوفات في حي "أم بدة" الحارة 16 بمدينة أم درمان، ما أدى إلى إصابة رجل وامرأة وطفلين دون معرفة حالاتهم الصحية.
في الأثناء قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها "تمكنت، صباح الثلاثاء، من إسقاط طائرة ميغ تتبع للقوات الانقلابية وفلول النظام البائد المتطرفة، (في إشارة إلى الجيش السوداني)، بعد أن شنّت غارات بالطائرات على عدد من المناطق السكنية".
أضاف البيان: "ستواصل قوات الدعم السريع في حسم أي تعدٍّ من الانقلابيين على مواقع تمركز قواتنا أو مساكن المواطنين العزل، وما النصر إلا من عند الله"، وفق تعبيرها.
مساء الأحد 30 أبريل/نيسان الماضي، أعلن الجيش السوداني موافقته على تمديد الهدنة الخامسة في البلاد 72 ساعة إضافية استجابةً لمساعٍ أمريكية سعودية. كما أعلنت قوات الدعم السريع الموافقة على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة، منتصف ليل الأحد/الإثنين.
رسالة من البرهان إلى السيسي
من جهة أخرى، نقل دفع الله الحاج مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، الثلاثاء، رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن تطورات الأوضاع في بلاده.
جاء ذلك خلال لقاء مبعوث البرهان مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في العاصمة القاهرة، وفق بيان للخارجية المصرية. ووفق البيان المصري: "نقل الحاج إلى وزير الخارجية رسالة شفهية من رئيس مجلس السيادة السوداني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تطورات الأوضاع في السودان على ضوء العمليات العسكرية الجارية منذ أكثر من أسبوعين".
بحسب البيان، قدم المبعوث السوداني "الشكر لمصر حكومةً وشعباً على استقبالها بكل مودة وترحاب للمواطنين السودانيين الفارين من نيران الحرب".
حيث أعلنت وزارة الخارجية المصرية في 27 أبريل/نيسان الماضي، تسهيل عبور "أكثر من 14 ألف سوداني، وما يزيد عن ألفيْ مواطن أجنبي من 50 دولة و6 منظمات دولية"، منذ بداية الاشتباكات السودانية.
خلال اللقاء مع المبعوث السوداني، أكد وزير خارجية مصر "موقف بلاده الثابت الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها؛ لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية، وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة".
بينما استعرض شكري مع المبعوث السوداني "مجمل الاتصالات التي أجراها مع نظرائه بعدد من الدول الفاعلة والمؤثرة دولياً وإقليمياً"، وفق البيان المصري.
كما نقل إلى المبعوث السوداني "قلق مصر البالغ من استمرار الوضع الحالي في السودان، وأنها لن تألو جهداً في سبيل مساعدته على تجاوز تلك المحنة".
فيما تأتي زيارة الحاج إلى مصر بعد زيارة مماثلة قام بها إلى السعودية. وفي 30 أبريل/نيسان الماضي، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مباحثات مع البرهان بشأن الأوضاع في السودان.