أعلن عضو المجلس السيادي السوداني، شمس الدين الكباشي، حضور "محادثات مباشرة" في مدينة جدة السعودية اليومين المقبلين لبحث هدنة بالبلاد، بمشاركة ممثلين عن قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مشدداً في الوقت نفسه على أنه "لا جلوس" مع الأخير، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
تصريحات الكباشي تأتي بعد أن قال رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، الإثنين 1 مايو/أيار 2023، إن طرفي النزاع في السودان وافقا على إرسال ممثلين من أجل محادثات محتملة في السعودية، من أجل وقف لإطلاق النار.
بينما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السعودية بشأن تلك المحادثات المرتقبة التي أكد مبعوث أممي، الإثنين، "احتمال حدوثها بالمملكة" لبحث أزمة المواجهات بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وحميدتي منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
موقف "السيادي السوداني"
فيما قال عضو السيادي السوداني الذي يحمل رتبة فريق أول في الجيش السوداني، لقناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة بمصر الإثنين: "عرضت علينا مبادرتان (لمواجهة الحرب بالسودان) من الولايات المتحدة والسعودية والثانية من "إيغاد" (هيئة تضم دول شرق إفريقيا)، وكل مبادرة طرحت رحبنا بها".
بينما نفى أن تكون المبادرتان بغرض "التفاوض" مع حميدتي، قال: "رحبنا بالمبادرة الأمريكية السعودية؛ لأنها تتحدث عن هدنة وتمت أكثر من مرة، لكن ميليشيات حميدتي كانت تخرقها"، وسط نفي الأخير ذلك وتبادل الاتهامات بشأن مسؤولية الخرق.
مساء الأحد 30 أبريل/نيسان، أعلن الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في بيانين منفصلين، الموافقة على تمديد هدنة إنسانية في البلاد 72 ساعة إضافية استجابة لمساعٍ أمريكية سعودية. وأوضح الكباشي: "الآن نتحدث مع أصحاب المبادرة أمريكا والسعودية في نقطة واحدة فقط هي متطلبات الهدنة والعمل الإنساني".
كما كشف عضو السيادي السوداني أنه "كان هناك حديث غير مباشر (بين الجيش والدعم السريع) من عدة أيام وتم الاتفاق أن تنقل هذه المحادثات إلى مباشرة في جدة ولن نتحدث هناك إلا على نقطة واحدة هي الهدنة والعمل الإنساني وربما نطور ذلك"، دون توضيح أكثر.
كان فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، كشف لوكالة أسوشيتد برس، عن موافقة الجيش و"الدعم السريع" على "إرسال ممثلين عنهما للتفاوض"، لافتاً إلى أنه "يُحتمل أن يتم ذلك في السعودية".
مبادرة "إيغاد"
بشأن مبادرة "إيغاد"، أوضح عضو السيادي السوداني أنها "قدمت مقترحاً يتمثل في نقطتين؛ الهدنة وإيفاد ممثل عنا وآخر من الميليشيا (يقصد الدعم السريع) لجوبا (عاصمة دولة جنوب السودان) لوقف إطلاق النار ورحبنا ولكن الطرف الآخر لم يوافق".
عاد للمبادرة الأمريكية السعودية، مستدركاً بالقول: "المبادرة الأمريكية السعودية قطعت شوطاً بعيداً وربما ممثلونا سيسافرون لجدة وفق ترتيب أصحاب المبادرة خلال اليومين القادمين".
رداً على سؤال بشأن صحة سفر ممثلي الجيش لجدة حالياً، قال: "ترتيب السفر سيكون بواسطة أصحاب المبادرة السعودية والولايات المتحدة"، دون عدم القطع بعدم سفرهم.
استدرك عضو السيادي السوداني: "لا مجال لحوار سياسي (مع حميدتي) فهؤلاء متمردون وحسابنا معهم عسكري وليس سياسياً". وأضاف بجزم: "لن نجلس مع حميدتي أو (شقيقه) عبد الرحيم، ولن نقبل أن يكون (الدعم السريع) جزءاً من أي عمل سياسي أو عسكري".
فيما خلفت المواجهات المسلحة بالسودان مئات القتلى وآلاف المصابين، وسط أدوار عربية، لا سيما من السعودية ومصر لحلحلة الأزمة بالبلد الإفريقي الذي يعيش أزمات عدة منذ سنوات.