أعلن الجيش السوداني، مساء الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، موافقته على تمديد الهدنة في البلاد 72 ساعة إضافية استجابةً لمساع أمريكية سعودية "على أن تبدأ اعتباراً من انتهاء مدة الهدنة الحالية"، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن المنظمة الأممية سترسل منسق الإغاثة الطارئة ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إلى السودان فوراً بسبب الأزمة الإنسانية في البلاد، وفقاً لبيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك.
الجيش السوداني من جانبه أضاف: "على الرغم من رصدنا لنوايا المتمردين (يقصد قوات الدعم السريع) بمحاولة الهجوم على بعض المواقع إلا أننا نأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة مع جاهزيتنا التامة للتعامل مع أي خروقات". وفي وقت سابق الأحد، أعلنت قوات "الدعم السريع"، الموافقة تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة منتصف ليل الأحد/الإثنين.
اقرأ أيضاً
اشتباكات في السودان وتمديد جديد للهدنة
رغم توافق الجيش و"الدعم السريع" ليلة 24 أبريل/نيسان 2023 على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية جرى تمديدها ليلة الخميس لمدة 72 ساعة، إلا أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين خلال أيام الهدنة.
يذكر أنه ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
في حين أُسست قوات "الدعم السريع" في 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير القانونية عبر الحدود وحفظ أمن البلاد.
اقرأ أيضاً
مبعوث أممي إلى السودان
في سياق متصل، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الأمم المتحدة سترسل منسق الإغاثة الطارئة ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إلى السودان فوراً بسبب الأزمة الإنسانية في البلاد، وفقاً لبيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك.
قال بيان دوجاريك، الأحد، إن "حجم وسرعة ما يتكشف غير مسبوق في السودان. نحن قلقون للغاية من التأثير الفوري والطويل الأجل على جميع الناس في السودان والمنطقة الأوسع"، وتسبب القتال بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في تصعيد وأعمال عنف في البلاد الشهر الماضي.
في حين أضاف دوجاريك: "نحث مرة أخرى جميع أطراف النزاع على حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، والسماح بالمرور الآمن للمدنيين الفارين من مناطق القتال، واحترام العاملين في المجال الإنساني.. وتسهيل عمليات الإغاثة، واحترام العاملين الطبيين ووسائل النقل والمرافق".
يذكر أن الهدنة التي تم الاتفاق على تمديدها، سوف تكون الهدنة السادسة منذ اندلاع الاشتباكات للمرة الأولى قبل أكثر من أسبوعين في 15 أبريل/نيسان 2023 وأفاد الشهود وصحفيو شبكة CNN في السودان، أنه على الرغم من وقف إطلاق النار المتعدد، كانت هناك اشتباكات متفرقة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
جدير بالذكر أن القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن أدى إلى انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء المدينة في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية في الأغلب مستخدماً الطائرات المسيرة والمقاتلات.
كما دفع الصراع في السودان، عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان، وأثار تحذيرات من احتمال تفكك البلاد؛ مما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل. كما دفع الصراع دولاً أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها.