حذّر رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، السبت 29 أبريل/نيسان 2023، من أن الصراع في السودان قد يتحول إلى إحدى أسوأ الحروب الأهلية في العالم إذا لم يتم إيقافه في وقت مبكر، وذلك في وقت تتواصل فيه المواجهات بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
وكالة "بلومبرغ" الأمريكية نقلت عن حمدوك في تصريحاتٍ قالها من نيروبي، تحذيره من أن الصراعات في سوريا واليمن وليبيا ستبدو صغيرة، مقارنة بما يمكن أن يصل إليه الوضع في السودان.
حمدوك أشار إلى أن السودان بلد ضخم ومتنوع، ويضم مجموعات عرقية ودينية مختلفة، وقال إن "الحرب الشاملة ستكون كابوساً للعالم"، داعياً إلى مواصلة الجهود الرامية إلى الضغط على طرفي الصراع المتحاربين بالبلاد من أجل وقف القتال.
كان حمدوك قد دعا مع بدء الاقتتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، إلى وقف فوري للحرب في بلاده التي قال إنها تمر "بظرف عصيب ووضع كارثي"، وأضاف أن السودان "يمر بظرف عصيب جراء الحرب الراهنة التي تقضي على الأخضر واليابس".
أيضاً دعا حمدوك جميع الأطراف السودانية إلى وقف الحرب والعودة إلى مسار الانتقال المتفق عليه قبل 3 سنوات، إذ وقعت قوى مدنية اتفاقاً لتقاسم السلطة مع الجيش خلال فترة انتقالية تفضي إلى انتخابات وذلك في أغسطس/آب 2019، وتم تعيين حمدوك على رأس الحكومة.
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، اعتقلت قوات الأمن حمدوك والعديد من القيادات المدنية، بعد أسابيع من تبادل الاتهامات بين القوى المدنية والعسكرية ومحاولة انقلاب فاشلة، وأعلن حينها قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حل الحكومة المدنية وغيرها من الهيئات الانتقالية.
إلا أنه في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وبعد خروج عدة مسيرات حاشدة احتجاجاً على الانقلاب وتعليق معظم الدعم المالي الدولي للسودان، أعلن القادة العسكريون وحمدوك عن اتفاق لإعادة تعيينه رئيساً للوزراء، وبعد شهرين من عودته، أعلن حمدوك عن استقالته.
استمرار القتال
ولا يزال السودان يشهد اشتباكات، على الرغم من الهدنة المعلنة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وشهدت الخرطوم السبت 29 أبريل/نيسان 2023، غارات جوية وإطلاق نار، فيما تواصل إجلاء آلاف الأجانب من السودان.
طرفا الصراع تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي الأحد 30 أبريل/نيسان 2023 في منتصف الليل.
في موازاة ذلك، يعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء، ويتحدث سكان في الخرطوم عن استيقاظهم على أصوات الطائرات الحربية والمضادات الأرضية.
تسببت المعارك منذ بدايتها منتصف أبريل/نيسان 2023، في مقتل لا يقل عن 528 شخصاً، و4599 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت 29 أبريل/نيسان 2023، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.
من جانبها، أعلنت نقابة الأطباء السودانيين أن 70% من المرافق الصحيّة في المناطق القريبة من مواقع القتال باتت خارج الخدمة والعديد منها طاله القصف.
كذلك نزح نحو 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.