أعلن الجيش السوداني، مساء السبت، 29 أبريل/نيسان 2023 عن استعانته بقوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة في العاصمة الخرطوم، وقال في بيان: "بدأ فتح (انتشار) وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجياً بمناطق جنوب الخرطوم، وسيتوالى نزولها تباعاً بمناطق العاصمة". في الوقت الذي أعلنت فيه كل من الصين وأمريكا وبريطانيا إجلاء المئات من رعاياها من السودان، في ظل اشتداد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
في حين أن شرطة الاحتياطي المركزي، قوات شبه قتالية تتبع وزارة الداخلية، شاركت في حرب دارفور في حكم الرئيس السابق عمر البشير.
يذكر أنه في مارس/آذار 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قوات الاحتياطي المركزي بسبب "انتهاكات خطيرة" لحقوق الإنسان، واتهمتها باستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين يحتجون سلمياً على الانقلاب العسكري الذي وقع في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
الجيش يتهم قوات الدعم بقصف أحياء في الخرطوم
من ناحية أخرى، اتهم الجيش، قوات الدعم السريع بأنها استمرت في "القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان". وتابع الجيش في بيانه: "اشتبكت قواتنا مع المتمردين (الدعم السريع) في مناطق الحلفايا (شمالي مدينة بحري) وجنوب أم درمان (غربي العاصمة)، وحققت عمليات التمشيط نجاحات في المنطقتين".
في حين دوّت انفجارات قوية بالعاصمة السودانية الخرطوم، السبت، جراء القصف المدفعي والجوي المتزايد بصورة عنيفة في عدة مناطق من المدينة. وبحسب وسائل إعلام محلية، تجددت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي في الخرطوم.
تأتي هذه التطورات رغم توافق الجيش و"الدعم السريع" ليلة 24 أبريل/نيسان 2023 على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية ـ سعودية، وتجديدها ليلة الخميس.
يذكر أنه ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجّه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
إجلاء مواطنين من بريطانيا
في سياق متصل، أعلنت بريطانيا، السبت، إجلاء 1888 من مواطنيها في السودان، وذلك منذ 25 أبريل/نيسان 2023. وفي بيان صادر عنها، قالت الخارجية البريطانية إن آخر طائرة إجلاء غادرت قاعدة "وادي سيدنا" قرب الخرطوم السبت. وأضاف البيان أنه تم تنظيم 21 رحلة طيران منذ 25 أبريل/نيسان، لغرض الإجلاء.
أوضح أنه تم إجلاء ما مجموعه 1888 بريطانياً، عبر رحلات الطيران المذكورة. وأكد البيان أن السلطات البريطانية ستركز على تقديم الخدمات القنصلية لمواطنيها الذين انتقلوا إلى مدينة بورتسودان السودانية وإلى البلدان المجاورة.
أول عملية إجلاء لمواطنين أمريكيين
من جانبها، أجرت الولايات المتحدة، السبت، أول عملية إجلاء لرعاياها العالقين في السودان بسبب المعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ نحو أسبوعين.
حيث ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مئات الأمريكيين الهاربين من الأعمال القتالية في السودان وصلوا ميناء بورتسودان شرقي البلاد، في أول عملية إجلاء تجريها الولايات المتحدة بعد استكمال رحلة برية محفوفة بالمخاطر تحت حراسة طائرة مسيرة مسلحة.
كما نقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين أن طائرات أمريكية مسيرة كانت تراقب طرق الإجلاء البرية منذ أيام، رافقت قافلة الإجلاء التي تضم ما بين 200 و300 شخص خلال رحلة مسافتها 800 كلم إلى ميناء بورتسودان.
من جهة أخرى، تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات من عائلات الأمريكيين العالقين في السودان لاستبعادها في البداية إجراء أي عملية إجلاء للراغبين في المغادرة، ووصفت العملية بأنها خطيرة للغاية.
الصين تجلي مئات المواطنين
من جهتها، أجلت بكين 940 شخصاً من رعاياها من السودان، وسط اشتباكات مستمرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الصينية، السبت.
حيث قال متحدث الوزارة تان كيفي، في بيان: "إن سفينتين تابعتين لجيش التحرير الشعبي الصيني نقلتا المواطنين الصينيين الـ940 و231 أجنبياً إلى ميناء في جدة بالمملكة العربية السعودية من الأربعاء إلى السبت".