يحاول الطيارون الروس في سوريا استفزاز المقاتلات الأمريكية، كجزء من نمط حديث لسلوك أكثر عدوانية، في محاولة للدخول في اشتباكات، وفقاً لما نقلته شبكة CNN، السبت 29 أبريل/نيسان 2023، عن مسؤول أمريكي، مؤكداً أن انتهاكات الطائرات الروسية بلغت بروتوكولات تجنب الاشتباك.
المسؤول الأمريكي أضاف أن الطيارين الروس في سوريا يحاولون "استفزاز المقاتلات الأمريكية، لكنهم لا يبدو أنهم يريدون إسقاطها"، مشيراً إلى أن الروس يخططون لـ"جرّنا إلى الدخول في اشتباكات ووقوع حادث دولي".
ويشهد الطيران العسكري، أحياناً، اشتباكات بين الطائرات، وغالباً ما تكون في نطاقات قريبة نسبياً.
وفي وقت سابق، قالت القيادة المركزية الأمريكية، إن الطيارين الروس يحاولون "الاشتباك بعنف" مع طائرات أمريكية فوق سوريا.
رد موسكو
إلى ذلك، قال المسؤول إن المسؤولين الأمريكيين تواصلوا مع نظرائهم الروس بشأن الأحداث الأخيرة، وردّ الروس، لكن "ليس بالطريقة التي تعترف بوقوع الحادث أبداً".
ووفقاً للمتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الكولونيل جو بوتشينو، يعد ذلك جزءاً من نمط حديث لسلوك أكثر عدوانية، وأضاف أن هذه المحاولات تكررت مؤخراً من قِبل الطيارين الروس.
ويُظهر مقطع فيديو نشرته القيادة المركزية الأمريكية، في 2 أبريل/نيسان الجاري، مقاتلةً روسية من طراز SU-35، تقوم باعتراض "غير آمن وغير احترافي" لمقاتلة أمريكية من طراز F-16.
كما أظهر مقطع فيديو ثانٍ، في 18 أبريل/نيسان، مقاتلةً روسيةً انتهكت المجال الجوي للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، ووصلت إلى مسافة 2000 قدم من طائرة أمريكية، وهي مسافة يمكن أن تقطعها مقاتلة في غضون ثوان.
خط تجنب الاشتباك
وكانت الولايات المتحدة استخدمت، على مدى السنوات العديدة الماضية، خطاً لتجنب الاشتباك غير المقصود بين الجيشين في سوريا، لتجنب الأخطاء أو المواجهات غير المقصودة التي يمكن أن تؤدي عن غير قصد إلى التصعيد.
كما أضاف المسؤول أنه منذ بداية مارس/آذار، بلغت انتهاكات الطائرات الروسية لبروتوكولات تجنب الاشتباك ما مجموعه 85 حالة، بما في ذلك التحليق بالقرب من قواعد التحالف، والفشل في الوصول إلى خط عدم الاشتباك، وأكثر من ذلك، ويشمل ذلك أيضاً 26 حالة حلقت فيها طائرات روسية مسلحة فوق مواقع الولايات المتحدة والتحالف في سوريا، وتابع المسؤول: "يبدو أنه متسق مع طريقة جديدة للعمل".
وتابع المسؤول: "الطيارون الأمريكيون رفضوا الانخراط في المعارك، ويلتزمون ببروتوكولات تجنُّب الاشتباك".
ولدى الولايات المتحدة ما يقرب من 900 جندي في سوريا كجزء من الحملة المستمرة لهزيمة "داعش".
يشار إلى أن حادثة عدوانية وقعت من قِبل الطيارين الروس خارج سوريا، في مارس/آذار، عندما اصطدمت طائرة مقاتلة روسية من طراز SU-27 بطائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود، وأدى الاصطدام إلى إتلاف مروحة الطائرة بدون طيار، ما دفعها إلى السقوط في الماء، في حادثة وصفتها الولايات المتحدة بأنها "غير آمنة وغير مهنية ومتهورة"، فيما كرّمت روسيا، في وقت لاحق، طاقم الطائرة SU-27.
في الأثناء، قال قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية الجنرال أليكسوس غرينكويتش، في بيان: "إنه أمر مقلق لأنه يزيد من خطر سوء التقدير، بالنظر إلى حوادث مثل اعتراض MQ-9، وهذا ليس نوع السلوك الذي كنت أتوقعه من قوة جوية محترفة".