أعلنت قوات الدعم السريع "سيطرتها على 90% من كامل الخرطوم، إضافة إلى إحكام سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إلى داخل الولاية، في حين اتهم الجيش السوداني "قوات الدعم السريع" باستهداف ضباط القوات المسلحة وقوات الشرطة والأمن ممن أصبحوا خارج الخدمة، بينما تجدَّدت الاشتباكات السبت، 29 أبريل/نيسان 2023، بين الجيش السوداني والدعم السريع، بمناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم، رغم الهدنة، وارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين.
وأفاد بيان لقوات الدعم السريع، السبت، على تويتر، بأنهم سيطروا على 90% من كامل ولاية الخرطوم، لافتاً إلى أن "قواته استقبلت اليوم أعداداً كبيرة من قوات الانقلابيين، الذين قاموا بتسليم أنفسهم، رافضين القتال إلى جانب صفوف القيادات الانقلابية".
ومن بين الذين انضموا لخيار الشعب السوداني وسلموا أنفسهم للدعم السريع، وفقاً للبيان: "خمسة ضباط برتب مختلفة، بقيادة عقيد ركن من سلاح المهندسين، وعدد كبير من الرتب الأخرى جارٍ حصرهم".
البيان أضاف: "شهدت معسكرات قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد هروب العشرات، تاركين خلفهم بنادقهم وأزياءهم العسكرية. وتصدّت قواتنا إلى عدد من الهجمات من قوات الانقلابيين والفلول على مواقع تمركز القوات، إلى جانب الهجمات المتواصلة بالطيران والمدافع، في مخالفةٍ وخرقٍ بائن للهدنة الإنسانية، حيث تعاملت قواتنا مع القوات المعتدية بحسم، وألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد".
وبحسب البيان، فإن "القيادات الانقلابية بالقوات المسلحة استمرت في بث شائعات مكثفة، وممارسة تضليل إعلامي واسع عبر أبواق النظام البائد المعروفين في القوات المسلحة، ومن بعض الأرزقية المنتفعين، لمداراة الهزائم الكبيرة التي تعرضت لها قواتهم في عدد من المحاور، وفقدانهم السيطرة على 90% من ولاية الخرطوم".
كما جدَّدت قوات الدعم السريع "التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة، لفتح ممرات آمنه للمواطنين لقضاء احتياجاتهم الأساسية، ولتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب".
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، يشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
قتل ضباط على المعاش
من جهته، اتهم الجيش السوداني "قوات الدعم السريع" باستهداف ضباط القوات المسلحة وقوات الشرطة والأمن ممن أصبحوا خارج الخدمة، واقتحام منازلهم "لاقتيادهم إلى أماكن مجهولة أو قتلهم بدم بارد"، على حد وصفه.
إذ قالت القوات المسلحة السودانية، في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك"، إن قوات الدعم السريع "درجت منذ بداية تمردها المشؤوم على مخالفة كل أعراف وعادات الحرب والقانون الدولي الإنساني، وارتكاب جرائم وممارسات إرهابية لا علاقة لها بموروثات الشعب السوداني".
ووفقاً للبيان، فقد اتهم الجيش في البيان قوات الدعم السريع باختطاف الفريق آدم محمود جار النبي، واثنين من أبنائه، وإطلاق النار على الفريق أحمد عبد القيوم، ما أدى إلى مقتله هو وابنته، أثناء وقوفه لشراء خبز في الشارع العام.
كما أشار البيان إلى "قتل واختطاف عدد كبير من الضباط وضباط الصف المعاشيين (على المعاش)، والتعرض لعائلاتهم بالتنكيل والضرب وسرقة ممتلكاتهم وخطفهم".
وأضاف البيان "تدين القوات المسلحة هذه (التصرفات الإرهابية) حيال ضباط وضباط صف وجنود عزل أصبحوا خارج الخدمة، وتتوعد برد قاسٍ حيال هذا السلوك المستهجن".
تجدُّد الاشتباكات
وميدانياً، تجدَّدت السبت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بمناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم، رغم الهدنة.
وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن أصوات المدافع دوت وسط الخرطوم حول محيط القصر الرئاسي وقيادة الجيش.
كما شهدت المناطق الجنوبية للخرطوم اشتباكات متفرقة بين الطرفين، وفق الشهود.
ويأتي تجدُّد الاشتباكات في ظل استمرار عمليات النزوح من الخرطوم إلى الولايات المجاورة بسبب سوء الوضع الأمني.
فيما يشهد الوضع الصحي بمناطق الاشتباك تدهوراً كبيراً جراء توقف العديد من المستشفيات عن الخدمة لنقص الكوادر والمعدات الطبية، حيث ارتفع عدد القتلى المدنيين إلى 411، وفقاً لبيان لنقابة أطباء السودان، السبت.
والجمعة، قال البرهان إنه لا يمكن الجلوس مع حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، لأنه يقود "تمرداً ويجب إنهاؤه".
وأضاف البرهان في بيان نشرته صفحة القوات المسلحة السودانية عبر فيسبوك أنه "لا مجال لهذه الميليشيا إلا الزوال، عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة، أو قتالها من كافة الشعب السوداني".
وتابع البرهان "المتمردون يتخذون المواطنين دروعاً بشرية، ولا وجود لقواتهم خارج الأحياء السكنية على الإطلاق".