اتَّهمت وزارة الاستخبارات الإيرانية، الجمعة 28 أبريل/نيسان 2023، "أعداء" أجانب ومعارضين بإذكاء مخاوف بشأن الاشتباه في تسميم تلميذات مدارس، قائلة إن تحقيقها لم يكشف عن تسمم فعلي.
ويأتي تعليق إيران بعد أن طالت موجة الهجمات المشتبه بها الآلاف من تلميذات المدارس وأثارت غضباً شعبياً، بعد شهور من الاحتجاجات ضد حكام إيران من رجال الدين عقب قتل شرطة الأخلاق لشابة احتجزتها بزعم انتهاك قواعد الحجاب الصارمة.
الوزارة الإيرانية قالت في بيان نقلته وسائل الإعلام المملوكة للدولة "دور الأعداء في إذكاء هذه الأزمة مؤكد ولا يمكن إنكاره. الأفراد والجماعات ووسائل الإعلام الغربية (خاصة باللغة الفارسية)… ركزوا على هذا في الأشهر القليلة الماضية، وكذلك السياسيون الأجانب والهيئات الدولية".
فيما قال التقرير إنه من واقع "النتائج (فيما يتعلق بجمع المعلومات) الميدانية والتحقيقات المعملية… لم يُلاحظ وجود أي مادة سامة قادرة على التسبب في (حدوث حالات) تسمم… ولم تحدث وفيات أو حالات (مرضية) جسدية طويلة الأمد".
كما اتهم التقرير معارضين لم يكشف عن أسمائهم بإثارة مخاوف لإنتاج مقاطع دعائية مصورة، وحذر من أنه ستتم "ملاحقة الأفراد والجماعات ووسائل الإعلام التي تتهم الحكومة… وتقف في صف الأعداء"، واتهمت السلطات "أعداء" الجمهورية الإسلامية باستخدام الهجمات المشتبه بها لتقويض المؤسسة الدينية.
حالات تسمم مشتبه بها في إيران!
يشار إلى أن حالات التسمم المشتبه بها بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني، في مدينة قم ذات المكانة الرفيعة لدى الشيعة، وامتدت إلى 28 محافظة من 31 محافظة إيرانية، بحسب ما نقلته وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، ما دفع بعض أولياء الأمور لإخراج أطفالهم من المدارس والاحتجاج.
وعن إحصائيات ضحايا حالات التسمم من الطالبات، قال المصدر الأمني في شرطة طهران لـ"عربي بوست" في وقت سابق، إن الحصيلة الخاصة بالشرطة تقول إن عدد مَن تعرضن للتسمم من بين طالبات المدارس قد وصل إلى أكثر من ألف طالبة، بعد تعرض نحو 30 مدرسة في مدينة قُم لهجمات الغاز، و9 مدارس في مدينة أردبيل، و8 مدارس في طهران، إلى جانب محافظات أخرى تعرضت بشكل أقل لحالات مشابهة.
من جهته، قال فرهاد رئيسي، والد إحدى الطالبات المتسممات، لـ"عربي بوست": "اجتمعنا مع المسؤولين المحليين، وحاولوا طمأنة الأهالي بأن الشرطة قد ألقت القبض على الجناة، لكننا لا نصدق كلامهم، ونخشى أن تواصل بناتنا الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى".
تحدث كذلك عن احتجاج الأهالي بسبب ذلك، قائلاً: "خططنا للاحتجاج أمام مباني المحافظات، التي تعرضت المدارس فيها للتسمم، من أجل الحصول على ضمانات قوية تطمئن الأهالي من عدم تكرار مثل هذه الحوادث".
في حين تقول بعض المصادر الصحفية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، إن المسؤولين في المدن التي ظهرت فيها حالات التسمم بين الطالبات، قد عقدوا اجتماعات مع أولياء الأمور، لكنهم لم يبلغوا الأهالي بحقيقة الأمر، أو بنتائج التحقيقات التي توصلت إليها وزارة الصحة والشرطة الإيرانية، ما أثار سخطاً واسعاً بين أهالي الطالبات.
يُشار إلى أن إيران تشهد سلسلة حالات تسمم في مدارس الفتيات، منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ويعتقد أنها ناجمة عن غاز النيتروجين، وكان آخرها تسجيل حالات قبل ثلاثة أيام، في 6 محافظات، وفق وكالة أنباء فارس الإيرانية.
ولأول مرة منذ الثورة الإسلامية عام 1979، انضمت فتيات المدارس إلى الاحتجاجات التي تصاعدت بعد وفاة مهسا أميني في مقر لشرطة الأخلاق.