قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة، 28 أبريل/نيسان 2023، إن روسيا والصين أبرمتا صفقة لحماية مصالحهما الاستراتيجية في القطب الشمالي، بينما تتحدى الدولتان حلف الناتو في المنطقة.
جاء الاتفاق بشأن "إنفاذ القانون البحري" عقب اجتماع استمر يومين في مورمانسك، شمال غرب روسيا. يبني الكرملين مزيداً من المواقع العسكرية في المنطقة، بما في ذلك موانئ المياه العميقة والمطارات، بعد انضمام فنلندا، العضو في مجلس القطب الشمالي، إلى الناتو هذا الشهر.
دور أكبر للصين في القطب الشمالي
سعت بكين إلى دور أكبر في شؤون القطب الشمالي مع تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية مع موسكو. ولم يُكشَف عن التفاصيل الكاملة بعد أن وُقِّعَت الصفقة من جانب تشونغ، رئيس خفر السواحل الصيني، وفلاديمير كوليشوف، النائب الأول لمدير جهاز الأمن الفيدرالي في روسيا وقائد خدماتها الحدودية.
ذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن يو شاهد في وقت لاحق مناورة بحرية روسية، في إطار منتدى خفر السواحل في القطب الشمالي، التي تُعَد روسيا عضواً فيه، لكن الصين ليست كذلك.
من جهتها، تعتبر موسكو المنطقة ساحتها الخلفية، وتحرص على هزيمة المنافسين في الغرب في الحصول على الموارد الهائلة من الهيدروكربونات في الجرف القطبي الشمالي. وقد تقدمت بدعوى لدى الأمم المتحدة في محاولة لتأسيس حق قانوني في الثروات.
الوصول للموارد الطبيعية في القطب الشمالي
أما الصين، التي أعلنت نفسها "دولة قريبة من القطب الشمالي"، فقد سعت منذ فترة طويلة لتأسيس موطئ قدم في المنطقة للوصول إلى مواردها الطبيعية وممرات الشحن. لقد اقترحت "طريق الحرير" على الجليد، وهي شبكة من طرق القطب الشمالي.
ومع ذلك، فإن بعض دول القطب الشمالي غير مقتنعة. ورفض الأعضاء السبعة الآخرون في مجلس القطب الشمالي -كندا والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة- التعامل مع روسيا منذ غزوها أوكرانيا. تسعى السويد إلى السير على خطى فنلندا والانضمام إلى الناتو. وتتمتع الصين بوضع مراقب في المجلس إلى جانب المملكة المتحدة و11 دولة أخرى.
في سياق متصل، فقد أشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث أمريكي، إلى أن الصين تتطلع إلى موسكو "كشريك استراتيجي مفضل لها في القطب الشمالي". عندما زار الرئيس شي الكرملين الشهر الماضي، أعرب الرئيس بوتين عن موافقته على أن البلدين يمكنهما تطوير طريق بحر الشمال. وقالت بكين هذا الشهر إنها مستعدة لتوثيق علاقاتها العسكرية مع روسيا.
أثار بوتين احتمال إجراء تدريبات مشتركة عندما زار وزير الدفاع الصيني الجديد موسكو هذا الشهر.
يُذكر أنه في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، قال طاقم من خفر السواحل الأمريكي إنهم لاحظوا طراداً صينياً في بحر بيرينغ، بين ألاسكا وروسيا، إلى جانب سفينتين صينيتين و4 سفن روسية.
مخاوف روسية من نفوذ الناتو
في حين يقول المحللون إن موسكو تشعر بالتهديد من الوجود المتزايد لحلف شمال الأطلسي في المنطقة، وتزيد من التعاون مع الصين وغيرها من الشركاء غير الغربيين، مثل الشركات الهندية والشرق أوسطية.
فمنذ انسحاب الشركات الغربية من القطب الشمالي الروسي بسبب العقوبات المرتبطة بغزو أوكرانيا، التمست شركة نوفاتيك لإنتاج الغاز العمل مع الشركات الإماراتية والتركية للحصول على التكنولوجيا لبناء مشاريع الغاز الطبيعي المسال ومحطة طاقة عائمة.
في الوقت نفسه، فقد ذكرت وسائل إعلام رسمية أن 9 دول من أوراسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا شاركت في تدريبات في شهر أبريل/نيسان 2023 في القطب الشمالي الروسي.