تعرَّض جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) للخداع، حينما تلقى مكالمة هاتفية من روسييْن انتحلا فيها صفة الرئيس الأوكراني، وظن أنها محادثة رسمية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي يقود معركة بلاده في التصدي للغزو الروسي.
وكالة Bloomberg الأمريكية كشفت، الخميس 27 أبريل/نيسان، أن مكالمة أجراها باول في يناير/كانون الثاني وظنَّ أنها محادثة رسمية مع الرئيس الأوكراني قد تبين أنها مكالمة مازحة خدعه فيها الروسيان فلاديمير كوزنتسوف وأليكسي ستولياروف، من أنصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وانتحلا خلالها صفة زيلينسكي.
وانتشرت مقاطع من المحادثة عبر الإنترنت، وتناول باول في مقاطع منها قضايا مهمة، مثل التضخم وتحركات البنك المركزي الروسي.
وفي مقطع من المكالمة، سأل المخادعان الروسيان باول: "في رأيك، ما أكثر الدول التي عانت اقتصادياً من المواقف السياسية الأخيرة؟"، فأجاب باول: "حسناً، لا أجرؤ على الزعم بأنها الولايات المتحدة، فنحن لدينا مصادرنا للطاقة، ومن ثم فلسنا أكثر المتضررين… أظن أنها… بولندا ودول أوروبا الشرقية… القريبة من أوكرانيا"، لكننا "نرى جميعاً ما يحدث، وأنا وغيري نريد دعمك بكل طريقة ممكنة، لكن الطرق المتاحة لي لفعل ذلك محدودة بحكم مهنتي".
محاور المكالمة
وقد تمحورت المكالمة حول موضوع التضخم، وارتفاعه في الولايات المتحدة وإجراءات رفع الفائدة التي تتخذها الولايات المتحدة لتخفيضه، فتساءل المخادعان في مقطع آخر: "من الواضح أن وتيرة انخفاض التضخم أقل من المراد، لكن إن بدأ في الارتفاع، فهل البنك الفيدرالي مستعد لرفع معدلات الفائدة بحدة مرة أخرى؟".
فأجاب باول: "نعم بالطبع. إذا احتجنا إلى رفع الفائدة أكثر، فسنفعل ذلك بالتأكيد. لقد رفعنا معدلات الفائدة بحدة، إلى مستويات غير مسبوقة تاريخياً خلال العام الماضي، لكي نبلغ ما وصلنا إليه الآن" من انخفاض التضخم.
في غضون ذلك، قال البنك الفيدرالي الأمريكي إن الفيديو الذي بثه التلفزيون الحكومي الروسي، يبدو أنه قد تعرض للتنقيح. وذكرت وكالة Bloomberg أن البنك لم يتثبت من دقة ما ورد في الفيديو.
من جهة أخرى، أقر المتحدث باسم البنك الفيدرالي الأمريكي بأن رئيسه قد أجرى المحادثة، وقال: "شارك رئيس البنك باول في شهر يناير/كانون الثاني في مكالمة مع شخص انتحل صفة رئيس أوكرانيا. وقد كانت مكالمة ودية جرت في سياق دعمنا للشعب الأوكراني في هذه المحنة. ولم تشتمل على مناقشة لأي معلومات حساسة أو سرية"، وقد "أُحيل الأمر إلى التحقيق لدى الجهات المختصة، ولن نُدلي بمزيد من التعليقات احتراماً لعملهم".
ليست هذه أول مرة يُجري فيها مخادعون روس مكالمات مماثلة مع سياسيين غربيين، فقد انتحل شخص صفةَ الرئيس الأوكراني في مكالمة سابقة مع كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي. وفي هذا الشأن، قال متحدث باسم البنك المركزي الأوروبي لوكالة Bloomberg: "لقد وافقت رئيسة البنك على إجراء المكالمة بحسن نية، ولإظهار مساندتها لأوكرانيا وشعبها في الدفاع عن أنفسهم أمام الحرب العدوانية الروسية".
وتشمل قائمة الزعماء الذين استُدرجوا لمكالمات روسية مزيفة من هذا القبيل: المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، والرئيس البولندي أندريه دودا.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.