استثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند توقيعه مرسوماً، الجمعة، 28 أبريل/نيسان 2023، "الدول الصديقة" من الحظر المفروض على مبيعات نفط بلاده بموجب شروط سقف الأسعار، وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه طلبات العديد من الدول لمواصلة شراء النفط الروسي، خاصة الصين والهند، بخصومات من موسكو، ما يشير إلى احتمال تعرّضها لعقوبات.
وفقاً للمرسوم الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة، تم استثناء "الدول الصديقة" (دون تسميتها) من نطاق حظر إمدادات النفط والمنتجات البترولية للدول المشاركة في تطبيق سقف لأسعار الوقود الروسي، وفق مراسل الأناضول.
قرار سابق بحظر إمدادات النفط من جانب روسيا
يُذكر أنه في 27 ديسمبر/كانون الأول 2022، وقع بوتين مرسوماً يحظر إمدادات النفط والمنتجات البترولية للدول التي فرضت سقفاً لأسعار الوقود الروسي. جاء ذلك بعد أن اتفقت دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الكبرى على فرض حد أقصى قدره 60 دولاراً للبرميل على النفط الروسي، في محاولة لتقييد الأموال التي يمكن أن تكسبها موسكو من النفط وسط الحرب في أوكرانيا.
حيث تطالب العديد من الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، وخاصة الصين والهند، بخصومات من موسكو، ما يشير إلى احتمال تعرّضها لعقوبات.
ارتفاع إنتاج روسيا من النفط
في سياق متصل، قال مصدر حكومي روسي مطلع لرويترز إن إنتاج روسيا من النفط هذا العام في طريقه لتجاوز 480 مليون طن، أي نحو 9.6 مليون برميل يومياً.
في حين تشير حسابات رويترز وتصريحات المصدر إلى أن الرقم، الذي لا يشمل مكثفات الغاز، يتماشى مع تعهدات روسيا بخفض إنتاجها 500 ألف برميل يومياً إلى 9.5 مليون برميل يومياً اعتباراً من مارس/آذار وحتى نهاية العام.
كما قال المصدر لـ"رويترز" طالباً عدم ذكر اسمه نظراً لحساسية مثل هذه البيانات "باستقراء (بيانات) العام بأكمله، فإن الإنتاج سيكون عند 480 مليون طن". ولم ترد وزارة الطاقة الروسية على طلب للتعقيب.
كذلك، وفي عام 2022، ارتفع إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز إلى 535 مليون طن (10.7 مليون برميل يومياً). وتُستثنى المكثفات من حصص الإنتاج التي تحددها أوبك+ لروسيا.
وفقاً للمصدر، قد يصل الإنتاج إلى نحو 520 مليون طن (10.4 مليون برميل يومياً) هذا العام، مع احتساب نحو 40 مليون طن من مكثفات الغاز. ويزيد ذلك كثيراً على التوقعات الرسمية بأن يصل إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز في عام 2023 إلى ما بين 490 و500 مليون طن (9.8 مليون إلى 10 ملايين برميل يومياً).
استقرار في الطلب على النفط الروسي
من جهة أخرى قال محللو جي.بي مورغان في مذكرة بحثية هذا الشهر "الطلب على النفط الروسي استقر إلى حد كبير بعد الهزة الأولية في بداية الحرب… نعتقد أن الطلب عاد تقريباً إلى مستويات ما قبل الحرب".
في حين قدر المحللون إنتاج روسيا الإجمالي (من الخام والمكثفات) عند 10.8 مليون برميل يومياً في مارس/آذار، بانخفاض 250 ألف برميل يومياً عن فبراير/شباط.
من جهة أخرى، فقد انخفض إنتاج النفط الروسي في أبريل/ نيسان 2022 بعد أن فرض الغرب عقوبات بسبب ما يطلق عليها الكرملين "عملية عسكرية في أوكرانيا". ومع ذلك، نجحت روسيا منذ ذلك الحين في بيع نفطها للصين والهند.
رغم ذلك قررت موسكو خفض إنتاجها من الخام 500 ألف برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري من أجل دعم سعر النفط، شريان الحياة للاقتصاد الروسي. وأوقفت روسيا، ثاني أكبر مُصدر للنفط في العالم بعد السعودية، أو أرجأت نشر بعض بياناتها الرئيسية بشأن الطاقة بما في ذلك معلومات الإنتاج والتصدير.من جهة أخرى قال محللو جي.بي مورغان في المذكرة البحثية "نقص البيانات الرسمية التي تتسم بالشفافية من أحد أكبر منتجي النفط في العالم يزيد أكثر وأكثر من صعوبة مراقبة المعروض العالمي وتحليل أوضاع السوق".