تعرضت إدارة بايدن لانتقادات واتُّهِمَت بالنفاق في ما يتعلق بتونس، خلال جلسة استماع ملتهبة في مجلس الشيوخ الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، بشأن قرارها خفض المساعدات الاقتصادية والإنسانية مع الحفاظ على الدعم العسكري لتونس في الوقت الذي تتفكك فيه ديمقراطيتها، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
دافع جوشوا هاريس، كبير مسؤولي وزارة الخارجية عن شمال إفريقيا، عن طلب ميزانية وزارة الخارجية لعام 2024، والذي دعا إلى خفض الميزانية في تعزيز الديمقراطية والمساعدة الاقتصادية مع الحفاظ على المساعدات الأمنية مثل التمويل العسكري الأجنبي، وهي الأموال المستخدمة في شراء الأسلحة الأمريكية.
حيث قال هاريس إن تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس أمر "أساسي" لإدارة بايدن. وأثارت التعليقات توبيخاً حاداً من السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، وقال: "لا أعتقد أنه من الصحيح أنه إذا كان هدفك الأساسي هو دعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، أن تعكس الميزانية تلك الأولوية".
"رسالة مشوشة" بشأن تونس
فيما أشار الموقع البريطاني إلى تعرُّض نجاح تونس باعتبارها الديمقراطية الوحيدة التي خرجت من الربيع العربي 2011، للخطر بسبب القمع الاستبدادي من قبل رئيسها الحالي قيس سعيد.
في عام 2021، أغلق سعيد المنتخب ديمقراطياً البرلمان، وأعاد كتابة الدستور لتوحيد السلطة. ومنذ ذلك الحين أطلق حملة اعتقالات استهدفت صحفيين ونشطاء ومعارضين سياسيين.
تأرجحت إدارة بايدن بين توبيخ سعيّد وتعميق مشاركتها معه. ووصفت الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي والتي شهدت نسبة إقبال بلغت 11% وقاطعتها المعارضة، بأنها "خطوة أولية أساسية" في استعادة الديمقراطية بالبلاد.
في أوقات أخرى، اتخذ كبار المسؤولين الأمريكيين موقفاً أكثر تشدداً. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن تونس واجهت رياحاً معاكسة من "الاستبداد والفوضى والفساد".
كما قال السيناتور مورفي، الذي برز كأحد أكثر المنتقدين صراحة في مجلس الشيوخ لموقف إدارة بايدن بشأن تونس، إنّ طلب ميزانية 2024 بعث بـ"رسالة مشوشة".
فقد أصبحت تونس محوراً لتعزيز المجتمع المدني الأمريكي بعد الإطاحة بالدكتاتور القديم زين العابدين بن علي. في الوقت نفسه، رأت واشنطن فرصة للبناء على علاقات حقبة الحرب الباردة مع الجيش التونسي مع ترسيخ الديمقراطية في البلاد.
في عام 2015، صُنِّفَت تونس كحليف رئيسي من خارج الناتو، وهو القرار الذي يفتح الوصول إلى أنظمة الأسلحة والتدريب الأمريكية المتفوقة. أدت موجة الهجمات الإرهابية في السنوات التالية إلى تعاون أكبر.
انتقاد دور الجيش التونسي
كان الجيش التونسي في مرمى النقاد مثل مورفي، بسبب الدور الذي يلعبه في انتزاع سعيّد للسلطة. أرسل الجيش دبابات لإغلاق البرلمان التونسي عام 2021. وقد حوكم خصوم سعيد السياسيون أمام محاكم عسكرية. في غضون ذلك، سعى سعيد لإحاطة نفسه بشخصيات عسكرية.
قامت إدارة بايدن بقطع المساعدات العسكرية بعد إغلاق سعيد للبرلمان، لكن التمويل توقف منذ ذلك الحين، ولم تُظهر واشنطن أي رغبة في تقليص العلاقة الدفاعية الأوسع.
فيما كشف موقع Middle East Eye البريطاني سابقاً كيف أن شراكة تونس مع الحرس الوطني في وايومنغ كانت "تنمو" في السنوات الأخيرة.
حيث تدربت القوات الخاصة التونسية مؤخراً مع الولايات المتحدة في غانا، ومن المقرر أن تشارك تونس في استضافة مناورات أسد إفريقيا العسكرية في وقت لاحق من هذا الصيف. إنها أحد أكبر توقعات الولايات المتحدة للقوة العسكرية في القارة.
إلى جانب العمل كشريك في مكافحة الإرهاب، تنظر واشنطن إلى الجيش التونسي، الموجود على البحر الأبيض المتوسط، كحليف في زاوية من العالم تواجه فيها منافسة متزايدة مع روسيا والصين.